سيتم وضع الحجر الأساس للتوسعة الجديدة للحرم المكي في العشر الأواخر من شهر رمضان من طرف الملك عبد الله بن عبد العزيز، حسب ما أفاد به مصدر دبلوماسي سعودي بالجزائر. تشهد المملكة في عهد الملك عبد الله انطلاق أكبر مشروع توسعة للحرم المكي، بعد التّوسعة الكبيرة الّتي تمّت في عهد الملك فهد، بسبب الزيادة المطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين والّتي تقابلها محدودية في الطاقة الاستيعابية للمنطقة المركزية ووجود نقص في طرق المشاة واختناقات مرورية وانعدام لوسائل النقل المتطور وغيرها، ما أدّى إلى الزحام الشّديد الّذي سبّب حوادث أودت بحياة المئات من زوار بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة خلال موسمي الحج والعمرة. حجم التوسعة الكبير الّتي تبنّاها خادم الحرمين الشّريفين الملك عبد الله أدّى إلى هدم جُل الفنادق والبنايات المحيطة بالحرم المكي حتّى الآن، حيث بلغت ما يفوق 1120 عقار، وهدم الباقي خلال الأشهر المقبلة، مع تقديم الجهات الحكومية تعويضات للمُلاَّك، قُدّرت بأكثر من مليار ونصف مليار دولار. وسيتم أيضاً إنشاء ساحات داخل الحرم تصل مساحتها إلى 380 متر مربع، واستحداث أنفاق للمُشاة وتشييد محطات خدمية تبلغ مساحتها أكثر من 300 ألف متر مربع. علماً أنّ المناطق التي شملتها التوسعة هي شارع غزة والقرارة والشامية وحارة الباب. وستنتهي الأشغال من التوسعة الجديدة للحرم المكي خلال العامين المقبلين إن شاء الله، وهو ما يعني أن المسجد سيتّسع لحدود مليوني مصل في الأوقات العادية. وستشمل التّوسعة الجديدة الحرم المدني أيضاً، وقد بلغت قيمة توسعة الحرمين الشّريفين أكثر من 18 مليار دولار، لتسهيل أداء مناسك الحج والعمرة على المسلمين الوافدين من مختلف ربوع العالم. تجدر الإشارة أنّ التوسعة الجديدة للحرم المكي هي الثالثة تحت حكم الدولة السعودية، حيث تمّت التوسعة الأولى في عهد الملك سعود بن عبد العزيز سنة 1955م، والثانية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في سبتمبر من عام 1988م.