ببراءة الأطفال، حدثتنا الطفلة حنين مزعاش البالغة من العمر 11 سنة، عن سرّ حفظها للقرآن الكريم الذي تحفظ منه 40 حزباً، وكشفت عن طموحات يراها البعض بعيدة وتراها قريبة منها، لأنّ الحياة في نظرها جدّ واجتهاد. التقينا الطفلة حنين بمقر المدرسة القرآنية لمسجد حمزة بن عبد المطلب بحي كرنيف بعين آزال، مباشرة بعد نزولها من حافلة عادت بها من عاصمة الولاية سطيف، حيث كانت تشارك في مسابقة لحفظ القرآن الكريم، وعندما سألناها إن كانت قد وُفِّقَت في إجابة المشايخ، قالت: ''جاوبت مليح والله أعلم''، بعدها روت ل''الخبر'' مسيرة حفظ كتاب الله، والتي بدأت من السنة أولى ابتدائي، معتمدة على الأساليب التّقليدية في الحفظ، فاللّوحة التي تكاد تُضاهيها طولاً لا تكاد تفارقها، حتى أنّها كوّنَت معها علاقة حميمية، خاصة أنّها تُساهم في تحفيظها ما معدّله ثُمُن الحزب من القرآن الكريم في كلّ يوم. وما زاد مِن تشجيع الطفلة على الحِفظ، هو إشراف والدها الشيخ مبارك، على عملية الحِفظ داخل المدرسة، والذي يُعاملها بالشِّدّة تارة وباللّيْن في أحايين كثيرة. وقالت الطفلة حنين بأنّها تأثّرت كثيراً بوصايا لقمان لأنّها تُعَد، حسبها، من أروع المواعظ التي أوصَت بالتّوحيد وبطاعة الوالدين وبالإحساس برقابة الخالق والحرص على إقامة الصّلاة وإيتاء الزّكاة وغيرها من المواعظ التي اعتبرتها حنين نبراساً لها في هذه الحياة، وسراجاً يُنير لها الدرب. كما أنّها كشفت في جانب آخر عن أمنيات وطموحات في مستقبلها، حيث إنّها تتمنّى أن تصبح يوماً طبيبة، وهو أمر تراه قريبُ المنال شرط الاستمرار في الجدّ، خاصة أنّها طفلة متفوّقة في مسارها الدراسي، فمعدلها يصنّف دوماً من أحسن المعدّلات في مدرستها. وفوق هذا، ولجت الطفلة عالم أحكام ترتيل القرآن الكريم برواية ورش.