أكثر من 6000 طفل تعلموا القرآن بتيزي وزو في ظرف أقل من سنة بلغ عدد الأطفال الدين تعلموا القرآن الكريم بولاية تيزي وزو منذ رمضان الفارط إلى غاية اليوم أكثر من 6000 و ذلك على مستوى المدارس القرآنية المتواجدة بالمساجد و زوايا المنطقة، و تعمل مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف على توفير كل الإمكانيات لحفظة القرآن الكريم . وما شجع على ذلك الرغبة القوية للأولياء من أجل تحفيز أبنائهم على تعلم القرآن الكريم منذ نعومة أظافرهم. و من بين المساجد التي تعرف إقبالا كبيرا للصغار من أجل حفظ القرآن مسجد التقوى بذراع بن خدة الذي يعتبر من بين أكبر المساجد بمنطقة القبائل يتم فيه تسجيل العشرات من الأطفال من مختلف الأعمار سنويا . و حسب رئيس اللجنة الدينية للمسجد السيد بونار، فقد انطلقت الفكرة من ضرورة تعليم أبناء الأحياء و القرى، القرأن الكريم ونشر الثقافة الدينية و التربوية للحد من الجهل ،فإضافة لتدريس القرآن الكريم يتلقى الطالب بمسجدنا دروسا في الأخلاق الإسلامية الصحيحة، وطرق وسبل التعامل الإسلامى الصحيح . وما شجع الأولياء حسبه هي صرامة المتطوعين و الأئمة خاصة و أن المسجد لا يطالب الأطفال سوى بإحضار دفتر وقلم ، أما باقي مستلزمات التعليم فيتكفل بها المسجد الذي زرناه هذا الأسبوع حيث يصعب على المرء وصف الأجواء الروحانية السائدة بين الحفظة رغم صغر سنهم . وبعين المكان التقينا أصغر حافظة للقرآن و يتعلق الأمر بالطفلة "رايح دعاء"صاحبة الخمس سنوات التي تمكنت في ظرف قياسي من أن تحفظ 10 أحزاب يقول والدها "للنصر"أنه لاحظ ميول ابنته إلى حفظ القرآن منذ أن كان عمرها ثلاث سنوات ، و هذا ما جعله يفضل تسجيلها بالمسجد عوضا عن الروضة و أنه جد سعيد بما حققته ابنته و التي تعلمت بالسمع ، مؤكدا أن اللغة ليست عائقا لحفظ القرآن ، ودعا بالمناسبة الأولياء بتيزي وزو إلى تشجيع أبنائهم للذهاب إلى المسجد لتعلم القران وهذا لتنشئة جيل سليم وإبعادهم عن الانحراف . وفى وقت كان هذا الأب يتحدث إلينا جلست إلى جانبه "دعاء"والتي تتمنى أن تختم القرآن قبل البلوغ وهى تداعب الهدايا التي تطوع بها أهل الخير تقديرا على الجهود التي بذلتها في تعلم كتاب الله . وفى زوايا المسجد جلس الأولياء يرمقون أطفالهم السعداء بنجاحهم ،مقاومين دموع الفرح التي غمرت عيونهم ومن بينهم السيد عبدوش و هو أستاذ جامعي ووالد الطفل عبد الجليل،قال لنا أنه يشعر بسعادة كبيرة لأول مرة في حياته لأنه يرى فلذة كبده ينافس أصدقاءه على حفظ القرآن الكريم . الطفل عبد الجليل صاحب 13 ربيعا فتى تزاوج فيه الذكاء مع حسن الخلق وخاصة الطموح الجامح و الرغبة في التفوق في جميع المجالات ، ففي ظرف سنة تمكن من أن يحفظ 10 أحزاب وأطلق العهد على نفسه أن يختمه قبل 3 سنوات . أما بونار أسامة البالغ من العمر 15 سنة فهو الطفل الظاهرة بذراع بن خدة ، حيث بدأ الصلاة و عمره 6 سنوات و صام شهر رمضان كاملا عندما بلغ العشر وتمكن من حفظ 26 حزبا ، وينوى ختم القرآن قبل دخوله إلى الجامعة. و بالإضافة إلى تفوقه فى الدراسة سبق له و أن شارك في مسابقة "فرسان القرآن" سنة 2008 وتحصل على المرتبة الثالثة على المستوى الولائي، وسبق له أيضا و أن أمم المصلين بمسجد "بكار"بعاصمة الولاية ،وتحصل على إجازة في علم أحكام التلاوة و الذي أجيز في رواية ورش بتاريخ 21/7/2010.وهو يؤذن حاليا يوميا بمسجد التقوى بذراع بن خدة. مريم رمشي،إحدى الملتحقات بصفوف المدرسة القرآنية بذراع بن خدة منذ ما يقارب الثلاث سنوات،استطاعت في فترة وجيزة و هي صاحبة ال12 ربيعا أن تحفظ 10 أحزاب من كتاب الله و تأمل في أن تختم القران و تحفظ الستين حزبا قبل التحاقها بالجامعة. و أكد العديد من الأولياء أنهم يشجعون أبناءهم على الالتحاق بالمساجد لحفظ القران لان المسجد يغير الكثير من العادات السيئة للأطفال. وقال السيد "ع" أن ابنه صارا ينشد مديحا بالرسول بدلا من الشتائم السوقية التي تنتشر في الشوارع، كما أنه أصبح أكثر وعيا وأدبا. نوارة.ك