قلما نسمع في مجتمعنا الجزائري اليوم عن أطفال يحملون في دورهم كتاب الله عز وجل عكس ما كان سائدا قبل عقود من الزمن، أين كان الطفل يبدأ أول مرحلة دراسية له بدواوين وزوايا تحفيظ القرآن الكريم قبل الإنتقال إلى المدرسة، إلا أنه أصبح اليوم الطفل الذي يحفظ القرآن بمثابة المعجزة خاصة إذا كان سنه لا يتعدى ال13ربيعا كما هو الحال مع يحي غانم الذي ختم كتاب الله وهو ابن ال9 سنين. واقتربت "النهار" من فارس قرآن جيله خريج المدرسة القرآنية لمسجد عثمان بن عفان ببريكة ولاية باتنة، هذا الأخير الذي قابلنا والخجل باد على محياه، وبكثير من الحياء والتواضع خاض معنا هذا الحوار الشيق الذي تطرق فيه لسر نجاحه، وتمكنه من دراسة كتاب الله وحفظه وهو ابن 9 سنين، معرجا على طموحاته وآماله المستقبلية التي يضعها هدفا له موازاة مع المقرر الدراسي. في البداية من يكون يحي؟ أنا يحي غانم مواليد ال 13 سبتمبر 1997 بدائرة بريكة، أدرس في السنة الرابعة من التعليم المتوسط، أتممت حفظ القرآن الكريم و عمري 9 سنوات و في ظرف ثلاث سنوات فقط، وهذا بفضل الله أولاً و جهود والدي الكريم و توجيهاته الدائمة، مع رغبتي الملحة في ذلك. على ذكرك للدراسة، هل نتائجك مرضية؟ نعم والحمد لله، فأنا اعتدت منذ الصغر على الشهادات و التقديرات، رغم أنني ألعب دور الوصيف و الملاحق في القسم دائماً، ولكن أسعى جاهداً لأكون في الصدارة. ما هو شعور يحي الطفل وهو أحد فرسان القرآن اليوم حين يرتل آيات بينات منه؟ إنه لشعور عظيم ينتابك بمجرد ما أن تبدأ في تلاوته، إنه إحساس يشعرك بالقرب من الله سبحانه وتعالى، ستشعر وكأنك من الفائزين في الدنيا والآخرة. لمن يعود الفضل في هذا؟ من دون شك الله هو الموفق والمستعان، ثم الإرادة وجهود والدي حفظه الله، تمكنت من ختمه في غضون ثلاث سنوات. ولا يفوتني القول أن والدي هو الشيخ "عبد المالك غانم" أحد كبار المعلمين في المدارس القرآنية ببريكة، و قد تخرج على يده العشرات من المقرئين، وهو يعرف بجديته وحبه لتعليم وتوجيه الناس في هذا المجال فكانت فائدة من توجيهاته وإرشاداته عظيمة جدا. ماهي الأصوات التي تبهرك في تجويد القرآن الكريم؟ في الحقيقة هناك الكثير منها، لكن تعجبني قراءة محمود الحصري عن الإمام نافع رواية ورش كما أنني كثير الإستماع إلى "مشاري بن راشد العفاسي" و "عبد الباسط عبد الصمد". وماذا عن البرامج التي يحب "يحي" مشاهدتها في شهر رمضان الكريم ؟ صراحة لست من متابعي البرامج بصورة دائمة، ولكن أحب مشاهدة القنوات الدينية في أوقات الفراغ، ومتابعة برنامج فرسان القرآن الذي يعرض في طبعته الثالثة مواهب و مفاجآت مميزة، كما لا يخفى عليكم أنني من محبي الأفكار التي تطرح على شكل رسوم متحركة. ماهو حلمك في المستقبل؟ يبتسم ويقول، حلمي أن أصبح إماماً بالمسجد، أصلي بالناس وأخيار عباد الله، خاصة في صلاة التراويح وفي كل شهر من رمضان الكريم، وأن أشارك في المسابقات الدولية لحفظة القرآن حتى أصقل مواهبي في القراءة وأطور أسلوبي إنشاء الله. ما هي نصيحتك لأبناء سنك؟ أنصحهم بطاعة الله، و الوالدين لأنهما سر الحياة، كما أتمنى أن يداوموا على ترتيل ما تيسر من القرآن الكريم، بل حفظه كاملاً إن شاء الله.