تتعرض محطات التزويد بالوقود المتواجدة بولاية تمنراست الى عمليات استنزاف مستمرة من طرف المهربين الذين يقومون بتجميع كميات معتبرة من المازوت والبنزين لتهريبها عبر الحدود الجنوبيةالجزائرية لصالح مختلف الشبكات خاصة مهربي السجائر وتجار الاسلحة وشبكات الارهاب ، أو يعاد بيعها في مناطق حدودية كعين قزام بأسعار تفوق ال40 دينار للتر الواحد وب100 دينار في مالي حسب بعض المصادر. وتفيد مصادر متطابقة انه لا يكاد يمر يوم إلا واكتظت محطات نفطال بطوابير طويلة وغير منتهية من السيارات القديمة ورباعية الدفع والتي يقوم أصحابها بملء خزاناتها بالوقود وتجميعه على فترات في بعض المنازل المهجورة الواقعة بالإحياء الشعبية لولاية تمنراست ثم يهرب عبر الطرق الصحراوية إلى مالي ونيجر وتستفيد منه بالدرجة الأولى شبكات تهريب السجائر والممنوعات وبعض الخلايا الإرهابية . و توضح نفس المصادر ان مهربي الوقود يسلكون نفس المعابر والممرات ويستخدمون نفس الوسائل والحيل التي يستخدمها مهربو السجائر والممنوعات . وتشير بعض المعلومات الأمنية إلى أن كميات كبيرة من البنزين والمازوت تم حجزها خلال سبعة أشهر تقريبا بولاية تمنراست من طرف عناصر الدرك الوطني والموجه للتهريب تفوق ال65 ألف لتر. وقد أحبطت عمليات كبيرة في ضواحي الولاية كمنطقة "ابليسة" الواقعة على بعد 90 كلم جنوب غرب تمنراست حيث تم اكتشاف شاحنة مخبأة في إحدى الوديان تحوي أكثر من 3 آلاف لتر من المازوت سائقها من جنسية مالية ومرافقه جزائري .وعمليات أخرى بالحياء الشعبية كحي "سرسوف الفراي"وقطع الواد" حيث تم حجز كميات من الوقود في بيوت مهجورة مجمعة في أوعية ذات السعة 30 لتر وحسب بعض المعلومات فإن مهربي الوقود هم خليط من جزائريين وأفارقة بدون هوية يعملون في شكل شبكات ويستعملون سيارات بدون وثائق ، لكن الأكيد أنهم المحرك الأساسي لشبكات الجريمة المنظمة خاصة مهربي السجائر الذين يستهلكون كميات كبيرة من الوقود في عملياتهم التي تستغرق أياما سيرا في الصحراء وكلما تم التضييق على مهربي الوقود تقلصت حركة التهريب نحو الجزائر عبر الحدود الجنوبية. ونظرا لتفاقم ظاهرة تهريب واستنزاف محطات التزويد بالوقود اصدر والي تمنراست تعليمة منذ أكثر من سنة يمنع فيها تداول أو نقل أو بيع الصهاريج ذات السعة 200 لتر والموجهة أساسا لعمليات تهريب الوقود الذي يشكل مادة حساسة وحيوية بالنسبة لولاية تمنراست ،كما اتخذت اجراءات مشددة لتزويد تجار المقايضة بكميات كبيرة من البنزين تصل حوالي 800لتر حيث يتقدمون بطلب مكتوب لدى مديرية الطاقة والمناجم للموافقة عليه مع شرح الأسباب وتبرير والحاجة إلى الكميات المطلوبة لتفادي استغلالها في التهريب وهو نفس الإجراء المتخذ مع الوكالات السياحية ويشكل الإقبال الكبير على محطات نفطال بولاية تمنراست ظاهرة تميز ولاية تمنراست حيث تمتد طوابير السيارت على مسافات طويلة كل أيام الأسبوع وفي كل الاوقات سواء بالليل أو النهار مما جعل عملية التزود بالوقود بالنسبة لاصحاب السيارات مهمة صعبة ومرهقة وتستغرق ساعات طويلة من الانتظار . ليلى مصلوب