أعادت وفاة الملاكم الأمريكي ليفاندر جونسون، متأثرا بلكمة قاضية سبّبت له نزيفا في المخ، الجدل حول ملاكمة المحترفين، خاصة أنها جاءت بعد وفاة عدة ملاكمين من قبله، على غرار الملاكم المكسيكي مارتن سانشيز. ولم يستطع جونسون، بطل وزن الخفيف وفقا لتصنيف الاتحاد الدولي للملاكمة، تحمّل لكمات متحديه المكسيكي خيسوس شافيز، فسقط أرضا خلال المنازلة التي جمعت بينهما في لاس فيغاس بالولاياتالمتحدة، لتتجاوز خسائر المنازلة واللقب إلى خسارة حياة نفسها. وبعد أن سقط الملاكم الأمريكي البالغ من العمر 35 عاما، مغشيا عليه عقب إنهاء الحكم للنزال، نقل إلى المستشفى على جناح السرعة، حيث أجريت له جراحتان لم تنجحا في معالجة النزيف في المخ، ليفارق الحياة بعد خمسة أيام لم يستعد وعيه خلالها. ولقيت هذه الحادثة ردود أفعال قوية في الصحافة الأمريكية، حيث أشارت صحيفة سبوكسمان ريفيو في سبوكين الصادرة في ولاية واشنطن، إلى أن حوالي 900 ملاكم توفوا نتيجة إصابات على الحلبة منذ .1920 قبل أن تطالب بضرورة حظر الملاكمة كرياضة يكون الموت فيها النتيجة المتوقعة للاحتراف الرياضي. ولا تقتصر أضرار الملاكمة على الخاسرين، حيث يقدّر الاتحاد الأمريكي لجرّاحي الأعصاب أن ما بين 15% إلى 40% من الملاكمين السابقين لديهم شكل ما من أشكال الإصابة المزمنة في المخ، وأن أغلب الملاكمين المحترفين لديهم درجة من الضرر بالمخ، سواء ظهرت عليهم أعراض أم لا. أما الطبيب وليام سميث الذي أجرى الجراحة لجونسون، فقال إن الملاكمين الذين تلحق بهم جراح مماثلة تقل فرصة نجاتهم عن 25%، مشيرا إلى أن صعوبة حالة جونسون نتجت عن كون الإصابة لحقت بالمخ نفسه، بعد أن تلقى نحو 20 لكمة دون رد. وكان الملاكم المكسيكي مارتن سانشيز (26 عاما) قد توفي عقب إصابته برضوض في الجمجمة خلال المنازلة التي خسرها أمام الملاكم الروسي روستام نوغييف، ليصبح ثاني ملاكم يتوفى في لاس فيغاس خلال ثلاث سنوات والخامس منذ عام .1994 وعقب وفاة سانشيز، وعد رئيس مجلس الملاكمة العالمي، خوسيه سليمان، بإجراء تحقيق في الحادث، كما تعهد بتحسين شروط السلامة في الملاكمة. جدير بالذكر أن ملاكمة المحترفين تراجعت بشدة في الولاياتالمتحدة منذ الثمانينيات، وذلك بسبب عدم وجود اسم كبير يجذب الجماهير في فئة الوزن الثقيل، كما كان الحال أيام محمد علي كلاي ومنافسيه، إضافة إلى تعدد الألقاب مع وجود أربعة اتحادات منفصلة. وفي العام 1962، أدت مأساة مماثلة لمأساة جونسون وسانشيز إلى دفع شبكات التلفزيون الكبرى لوقف نقل مباريات الملاكمة لثماني سنوات، وتطالب بعض الجهات بالعمل على وضع نهاية لهذا القتل باسم الرياضة ومحاربة المصالح المالية المرتبطة بها.