لم يجد المتسوقون عبر أسواق عدة بلديات بالجلفة، تفسيرا لانتشار ظاهرة السرقة في وضح النهار بتشكيل عصابات مكونة في الغالب من ثلاثة أفراد على الأكثر، تترصد فريستها وتقتفي أثرها لتسلبها ما في جيبها من مبالغ مالية ثم تلوذ بالفرار. وإزاء اتساع رقعة انتشار هذه الظاهرة، عاد مواطنو الجلفة إلى طريقتهم القديمة التي كانت سائدة في الأسواق الأسبوعية، حيث ينادي كل من يتعرض للسرقة بأعلى صوته ويشير إلى السارق، فينهال عليه كل من في السوق بالضرب والشتم، وهو ما حدث بالفعل في سوق بلديتي الإدريسية جنوب الولاية وحاسي بحبح شمال الولاية، حيث تم إلقاء القبض بسوق الإدريسية على ثلاثة شبان قاموا بسرقة شخص بعد ضربه، قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقلهم. ومثل الحادثة تكررت الخميس الماضي بالسوق الأسبوعية لمدينة حاسي بحبح، حيث تعرض أحدهم للسرقة من طرف ثلاثة شبان، فلما صرخ أحاطت بهم الجموع ليتمكن اثنان من الفرار، فيما أخذ الشاب الثالث نصيبه من الضرب المبرح بالعصي، قبل أن يلقوا به إلى عناصر الشرطة الذين كانوا على أطراف السوق. ولعل هذه الطريقة في التعامل مع لصوص الأسواق أصبحت قانونا لدى المتسوقين بالجلفة، بعد استفحال الظاهرة وانتشارها بقوة، حيث بات المواطنون يأخذون مبادرة حماية أنفسهم بأنفسهم ويرون فيها أفضل علاج، وحتى إن مات السارق تحت الضرب، فإن دمه يتفرق بين المئات من المتسوقين، كما صرح لنا بعضهم.