نقلت، يوم أمس، وكالة الأنباء السورية ''سانا'' عن ناطق عسكري سوري، أن مسلحين قتلوا في كمين نصبوه لحافلة كانت تنقل مجموعة من العسكريين، تسعة من راكبي الحافلة، يوجد من بينهم ضابط واحد وخمسة ضباط صف، والباقي عاملون مدنيون بوزارة الدفاع. حسب ذات المصدر، فقد نصب المسلحون كمينهم على محور ''سلحب خطاب'' بالقرب من مدينة محردة جسر الساروت بوسط سوريا، مستخدمين أسلحة رشاشة، كما خلفت العملية سبعة عشر جريحا، إصابات بعضهم بليغة. هذه العملية تنسجم مع ما دعا إليه منذ أيام بعض من المنتسبين للثورة السورية، من ضرورة تسليح الانتفاضة الشعبية ضد النظام الحاكم في دمشق، أسوة بممارسة هذا النظام الذي يستخدم كل وسائل القمع بما في ذلك الأسلحة الثقيلة التي تستخدم عادة في الحروب البرية، وليس لمواجهة الحركات الاحتجاجية الشعبية، لكن هذه الدعوة إلى التسلح رفضتها معظم الوجوه المؤطرة لحركة الشارع السوري، الذي يريد تجنيب سوريا التجربة الليبية الدموية وما خلفته من مآس دامية تمثلت في مقتل ما لا يقل عن خمسين ألف شخص وخراب اقتصادي شامل. تطور آخر سجل يوم أمس، ويتمثل في تحليق طائرات حربية، في أجواء بعض المدن المضطربة، وهو ما فسر على أنه حركة استعراضية للسلطة الحاكمة تهدف إلى ترويع المواطنين وترهيبهم حتى يتراجعوا عن اندفاعهم وراء مؤججي الانتفاضة التي فشلت بعد ستة أشهر من المواجهات في تغيير الذهنية الأمنية للسلطة في معالجتها للوضعية التي تنبئ كل المؤشرات على أنها بلغت نقطة اللارجوع. ميدانيا استمرت الحركة الاضطرابات بمختلف المدن السورية، وبالموازاة استمرت كذلك عمليات مواجهتها بالقوة المعهودة ما أدى إلى سقوط اثنى عشر قتيلا، في عدة مدن سورية. كما نقل عن مصادر حقوقية استمرار الحملة الأمنية في خان شيخون التي شهدت أعمال تخريب وإطلاق نار عشوائيا وحرق دراجات نارية وتكسير سيارات، كما قامت القوات قوات الأمن بمحاصرة المستشفيات لمنع وصول الجرحى إليها بهدف المعالجة. أما بمدينة تلبيسة بريف حمص، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن شاباً توفي صباح أمس متأثرا بجروح أصيب بها في مواجهات جمعة ''الموت ولا المذلة''، وعن مخلفات المواجهات بمدينة حمص وبالضبط في حي بابا عمرو سجل المرصد إياه إصابة 15 شخصا، بينهم أربعة كانت إصابتهم خطيرة. دبلوماسيا كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن سفير سوريا لدى الجامعة أبلغه أن الحكومة السورية ترحب بزيارته المرتقبة، وقال بأنه سيزور دمشق هذا الأسبوع.