وصل، أمس، إلى العاصمة طرابلس محمود جبريل، رئيس حكومة المجلس الانتقالي الليبي، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الليبية. في حين تتجه الأمور لتكرار مشهد القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مع العقيد الليبي معمر القذافي، برأي مراقبين، في ظل كثافة عمليات تعقب تحركاته داخل ليبيا وخارجها، وفي ظل توقيف أحد كبار مساعديه، وهو نائب وزير الخارجية خالد كعيم بالعاصمة طرابلس. ظهر خالد كعيم في شريط فيديو بث على الأنترنت بملابس النوم في حجرة محترمة ويحيط به عدد من المقاتلين، وبدا كعيم مسترخيا معهم، حيث قيل إنهم قبضوا عليه مختبئا عند أحد أقاربه بالعاصمة. وتعمّد المقاتلون الذين قبضوا عليه تصويره وهو في سرير النوم، و''إقناعه'' بدعوة قبائل بني وليد وسرت للالتحاق بركب ''الثورة'' وعدم إضاعة فرصة حقن دماء الليبيين. ويرى مراقبون أن سقوط الكعيم في قبضة مقاتلي المجلس الانتقالي سيعجّل بسقوط رؤوس أخرى، بحكم أن الكعيم كان مقربا من دائرة صناعة القرار بطرابلس في المدة الأخيرة التي سبقت سقوط العاصمة. ولم يطغ على حادثة القبض على خالد الكعيم سوى أخبار تعقب العقيد القذافي نفسه. وفي مسلسل البحث عن القذافي، قال مسؤول عسكري كبير في القيادة الجديدة لليبيا لوكالة ''رويترز'' إن آخر مرة رصد فيها معمر القذافي كان متجها إلى الحدود الليبية الجنوبية، وقال أبو حجر في مقابلة معه ليلة الثلاثاء ''إنه خارج بني وليد فيما أعتقد، آخر مرة رصد فيها كان في منطقة غات. رأى الناس السيارات تسير في ذلك الاتجاه.. وعلمنا من مصادر كثيرة أنه يحاول المضي جنوبا باتجاه تشاد أو النيجر''. وفي هذا السياق، نفى وزير خارجية دولة النيجر، محمد بازوم، من الجزائر، حيث يشارك في مؤتمر حول الإرهاب، معلومات عن دخول القذافي أو أحد أبنائه إلى النيجر، لكنه أكد بالمقابل دخول عدة أشخاص آخرين ينتمون للنظام الليبي إلى تراب بلاده. وأعطى بازوم الانطباع بأن النيجر ستسلم القذافي إذا دخل أراضيها، عندما قال: ''ستدرس على ضوء علاقاتها الثنائية مع ليبيا إمكانية تسليم معمر القذافي للمجلس الوطني الانتقالي في حالة دخوله إلى النيجر''. وفي غضون ذلك، أكد مصدر رفيع المستوى في النيجر وصول اثنين من كبار قادة قوات القذافي إلى بلاده، وهما الفريق علي كنة آمر لواء المغاوير (القوة الضاربة للقذافي في الجنوب)، والفريق الريشي قائد القوات الجوية الليبية إلى شمال البلاد. والضابطان كنة والريشي هما من أبرز أعوان القذافي، وقد جرت ترقيتهما أخيرا إلى رتبة فريق. ولا يزال القذافي بحسب المعلومات التي يجري تداولها دون التأكد من صحتها مختبئا في صحراء ''فزان'' جنوب ليبيا. أمنيا، رفعت تشاد والسودان من درجة تأهب قواتها الأمنية على الحدود، في أعقاب مرور قافلة ليبية إلى النيجر تضم عناصر من نظام القذافي، حيث وصل متمردون سودانيون إلى تشاد ويعتزمون الدخول إلى الأراضي السودانية. ويحدث هذا في وقت ينتظر أن يصل وفد من المجلس الانتقالي الليبي إلى النيجر للمطالبة بمنع استقبال القذافي، أو تسليمه في حال تمكن من الدخول إلى التراب النيجري.