لم تعد الدراجات النارية وسيلة نقل وتنقل خفيفة وميسورة، بل تحولت إلى آلة موت تحصد أرواح العشرات من الشباب في عمر الزهور، حيث لا يمر يوم دون تسجيل حوادث تخلف جرحى وقتلى. تشهد الطرقات الساحلية لولاية تيبازة حركة كثيفة للدراجات النارية، يقودها مراهقون وشباب يجوبون الشوارع والمدن على شبه دراجات، أو بالأحرى أنابيب معدنية ذات محرك وعجلتين من نوع ''بيجو ''103 و''أم في آل''، تركب محليا لتكون آلة للموت ومصدرا للإزعاج. ولم تعد تخلو مدينة من مدن تيبازة من هذه الدراجات، خصوصا تلك التي تحمل محركا بخاريا يطلق عليه ''القانجي''، وهو من ابتكار بعض الأشخاص المتخصصين في تركيب وإصلاح الدراجات، بغرض مضاعفة سرعتها من 40 كلم في الساعة لتصل إلى 80 كلم في الساعة، رغم صغر حجمها ومحدودية قوة محركها. وما يميز هذا النوع هو الإزعاج والضجيج الذي يصدر عنها، بالإضافة إلى سحب الدخان الكثيف الذي يتركه الدراج وراءه. ويشهد هذا النوع من الدراجات رواجا بين المراهقين نظرا لقلة تكلفته، حيث يتراوح سعر الدراجة البسيطة المركبة باليد من نوع ''بيجو'' ما بين 30 و45 ألف دينار، ولا يتطلب الحصول عليها سوى يوم واحد. وتشتد المنافسة ككل موسم اصطياف بين العشرات من الشباب والمراهقين، وتتحوّل المدن الساحلية لولاية تيبازة إلى مقصد العشرات من مستعملي هذا النوع من الدراجات، خصوصا القادمين من ولاية البليدة وكذا القاطنين في المدن الداخلية للولاية، حيث يقطعون الطريق الوطني رقم 69 الرابط بين البليدة والقليعة إلى غاية بواسماعيل ويتدفقون على مختلف الطرقات المؤدية للشواطئ الوسطى، بداية من عين تفورايت إلى غاية البلج، ومنهم من يقطع 100 كلم للوصول إلى فوراية والداموس ويبيتون متجمعين في تلك الشواطئ، لتبدأ رحلة العودة الجماعية نهاية الأسبوع، تاركين وراءهم كابوس أصوات تلك الدراجات عند سكان المدن التي يمرّون عليها. وأحصت مصالح الحماية المدنية بتيبازة صيف 57 ,2010 حادث مرور بالدراجات النارية خلف 69 جريحا، وحالتي وفاة، وسجلت مصالح الأمن 48 حادث مرور بالمركبات تسببت فيها الدراجات النارية. وخلال السداسي الأول من السنة الجارية، شهدت الطرقات 25 حادثا، خلف 30 جريحا وصفت إصاباتهم بالبليغة، فيما تسببت الدراجات النارية في 18 حادثا. وتشير مصادر من مديرية النقل لولاية تيبازة إلى أن 80 بالمائة من حوادث المرور الخاصة بالدراجات النارية قاتلة، ضحاياها مراهقون وشباب. وتأتي السرعة المفرطة والسير في منتصف الطريق على الخط المتواصل في مقدمة أسباب الحوادث المميتة، زيادة على إهمال ارتداء الخوذة، وعدم احترام قانون المرور وإجراءات السلامة.