الاستعجالات الجراحية تستقبل ثلاث ضحايا يوميا كشف البروفيسور مصطفى حساني، رئيس مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة بأن الطاقم الطبي والجراحي بالمصلحة يتكفل منذ شهر مارس الفارط بمعدل ثلاث حالات خطيرة جدا يوميا تتعلق بشبان ومراقهين تتراوح أعمارهم بين12 و 26 عاما من ضحايا سياقة الدراجات النارية دون استخدام الخوذات الواقية وهو نفس العدد تقريبا الذي كان يسجل كل شهر في فصل الشتاء، مشددا بأن ما بين 30 و 35 بالمائة من الضحايا يلقون حتفهم فورا بمكان الحادث. البروفيسور أوضح للنصر بأن الناجين منهم من الموت الفوري، الذين ينقلون الى الاستعجالات الجراحية تكشف الفحوصات تعرضهم لصدمات خطيرة جدا بالدماغ أو العمود الفقري تؤدي إلى اصابتهم بأمراض مزمنة على مستوى الفقرات والأعصاب أو الشلل الكامل والاعاقة مدى الحياة، أو الموت لاحقا متأثرين بإصاباتهم البليغة، وتبين التحاليل الطبية التي يخضعون لها تعاطي معظمهم للمخدرات. وأضاف بأن التكفل بهذا النوع " الثقيل" من ضحايا الحوادث مكلف جدا ويتطلب مكوثهم لمدة طويلة بالمصلحة مع توفير الكثير من الأدوية والامكانيات والتجهيزات الخاصة بالعناية المركزة لمراقبة نبضات القلب وضبط التنفس الاصطناعي ووظائف مختلف الأعضاء وذلك تحت اشراف طاقم طبي وشبه طبي متخصص – ويتوقع محدثنا أن يرتفع عدد الضحايا مع حلول فصل العطل والاصطياف والترفيه لأن سياقة الدراجات النارية أصبحت ظاهرة شبابية وموضة منتشرة بكثرة ومن لا يستطيع مواكبتها من فئات الشبات والمراهقين بشراء دراجاتهم الخاصة يمكن لهم أن يستأجروها من أصحابها ثم يدعون أصدقاءهم لمرافقتهم في جولاتهم الاستعراضية، فمن النادر أن يشاهد المرء شابا يقود دراجته النارية مهما كان نوعها، دون أن يرافقه قريب أو صديق أو زميل.. وأشار الى أن معظم من يعرضون دراجاتهم للكراء خاصة في الأحياء الشعبية لا تتوفر على كافة معايير الأمن والسلامة الضرورية نظرا لقدمها، ناهيك عن العامل المشترك بين كافة سائقي الدراجات النارية بولاية قسنطينة وهو عدم استعمال الخوذات الواقية مما يجعل الحوادث التي يمكن أن يتعرضوا لها هي الأخطر والأكثر ازهاقا للأرواح، وذكر بأسف شديد حالة طفل في ال 12 من عمره نقل الى المصلحة اثر تعرضه لحادث من هذا النوع في حالة يرثى لها فمكث بقاعة الانعاش أكثر من 10 أيام ويتساءل هنا عن دور الأولياء في الحد من هذه الظاهرة التي وصفها ب "المؤلمة" فهم من يقدمون لأبنائهم النقود لشراء أو كراء الدراجات "القاتلة" والمؤكد أن الحصول على رخص السياقة آخر اهتمامات معظم عشاق "الموطوات"الذين يقدمون استعراضات في السباق والحركات البهلوانية الجنوبية عبر الأحياء والطرقات، مثيرين الضوضاء والفوضى أينما حلوا.. غير مبالين بالمخاطر التي تهددهم. وتساءل البروفيسور عن سر الاهتمام الكبير بسائقي السيارات ومدى التزامامهم باستعمال أحزمة الأمن مثلا، في حين لا أحد ينتبه لمن يقود دراجة نارية ويحمل شخصا آخر خلفه دون أن يستعمل خوذات أو يبالي بقواعد الوقاية والسلامة وقوانين المرور وحتى النظام العام داعيا الجهات المعنية الى تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية واسعة لمكافحة هذه الظاهرة التي تخلف أعدادا متزايدة من الضحايا كل يوم ومعظمهم من فئات الشباب والمراهقين وحتى الأطفال الذين يشكلون العمود الفقري للمجتمع ومستقبله الواعد، ومن ينجو منهم من الموت يعاني من أمراض مزمنة أو إعاقات مدى الحياة، مما يستلزم إنفاق الملايين في العلاج والأدوية كما شدد الطبيب الجراح. وحذر من جهة أخرى من تزايد حوادث الحافلات خلال السنوات الست الأخيرة بولاية قسنطينة وهذا النوع من الحوادث خطير جدا اذ يخلف الكثير من الموتى والجرحى في نفس الوقت. بالموازاة مع تسجيل بلادنا – كما قال – لعدد أقل من الحوادث استنادا للاحصائيات المعلن عنها، يلاحظ بأن خطورتها أكبر وأشد وطأة، بالنظرالى أعداد الضحايا وأنواع الاصابات وتكاليف التكفل بالناجين.