أكد الشيخ عبد الغاني أبو غراس، الإمام الذي أدى خطبة الجمعة، أمس، بساحة الشهداء - الساحة الخضراء سابقا- ''الطابع الإسلامي للدولة الليبية الجديدة''، وأن ''حكم ليبيا في المستقبل سيكون طبقا للشريعة الإسلامية''. ودعا الإمام أبو غراس، أمام الآلاف من المصلين، وفق برقية لوكالة الأنباء الفرنسية، جموع الليبيين إلى الوحدة الوطنية، مطالبا إلى إدماج المسلحين في قوات الأمن. وتأتي دعوة الإمام أبو غراس في خضم الجدل القائم داخل ليبيا حول مستقبل الدولة القادمة وهويتها السياسية، خاصة أمام الحديث المتزايد عن موقع التيار الجهادي في الحرب الليبية وقوته داخل المجلس الانتقالي. وتنتهي اليوم المهلة التي حددتها المعارضة الليبية للموالين للقذافي، قبل شن الهجوم على المدن الثلاثة المحاصرة، سرت، سبهة وبني وليد. وكانت مصادر إعلامية قد أعلنت خبر التوصل إلى اتفاق أولي، لكنه فشل لتبقى الأسئلة مطروحة. فيما أكد مسؤول عسكري بمصراتة، يدعى مصطفى السمو، أمس، للوكالة الفرنسية، أن الأولوية للجفرة، في أقصى جنوبطرابلس، أين يفترض أن يكون أكبر خزان لأسلحة القذافي. وقال إن ثلاث مدن محيطة بالجفرة، هي هون وسكرة وودان، مازالت تحت سيطرة قوات القذافي. وتعتبر واحة الجفرة المدينة التاريخية التي منحت للقذافي فرصة القيام بانقلاب على الملك السنوسي في 1969، انطلاقا من ثكنتها. ويفترض أن يقيم بها اليوم أزيد من 12 ألف مقاتلا من أنصار القذافي. وقال الرقم الثاني في المجلس الانتقالي، محمود جبريل، إن ''المعركة لم تنته''. ففي اتجاه سرت شرقا، يقول المتمردون إنهم تقدموا على مسافة 60 كلم، وقتل 12 منهم في معارك دامية مع قوات للقذافي. ويكونون قد وصلوا بلدة الهراوة، بينما تتواصل المفاوضات مع القبائل. وطائرات الناتو تحلق في سماء سرت، وتقصف المنشآت الموالية للقذافي. في وقت يقول راسموسن، مسؤول الناتو، إن ''جيوب المقاومة ما زالت تشكل تهديدا محتملا للسكان، لذا سنستمر حتى يزول التهديد''. وتستمر المعارضة في حشد قواتها على مداخل سرت شرقا وغربا. وكذلك في بلدة بني وليد، أين كادت المفاوضات تنجح، وقد قال المفاوض عبد الله كنشيل إن سيف الإسلام القذافي متواجد فيها. وقال رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي، محمود جبريل، الذي يقوم بالزيارة الأولى لطرابلس، إن مؤيدي القذافي لم يهزموا بعد، محذرا من لعبة الصراع على المناصب، لأن معركة تحرير ليبيا لم تنته بعد، كما أضاف. وهدد بالاستقالة في حالة وقوع ''اقتتال داخلي''. في وقت يناقش مجلس الأمن إرسال بعثة لمدة ثلاثة أشهر إلى ليبيا لمساعدة المجلس الانتقالي على تشكيل جهاز الشرطة وتحضير الانتخابات.