كشفت مصادر مطلعة ل''الخبر'' من عدة مدن ليبية وخاصة الواقعة على الحدود مع الجزائر، عن تهريب كميات كبيرة من الأسلحة من ليبيا نحو معاقل الإرهاب في منطقة الساحل، حيث ينشط عناصر التنظيم الإرهابي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. واستفاد التنظيم من عمليات السلب والنهب التي طالت الترسانات الليبية في مناطق المعارضة المسلحة، بعد انقلابها على نظام العقيد معمر القذافي. وقالت المصادر ذاتها إن أسلحة قادمة من ليبيا وصلت إلى الإرهابيين في منطقة الساحل، تتضمن أسلحة حربية ومسدسات وبنادق قناصة وأجهزة تفجير عن بعد وكذا المئات من صواريخ جراد القادرة على إصابة أهداف على مسافة ما بين 60 و70 كيلومترا، وقذائف صاروخية قصيرة المدى بالإضافة إلى صواريخ مضادة للطيران والدبابات والقذائف المدفعية وآلاف قطع الذخيرة الحية التي وقعت في أيدي مسلحي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي ينشط في بعض بلدان شمال إفريقيا وفي منطقة الساحل والصحراء. وأوضحت مصادرنا أنه بالنظر إلى الوضعية الأمنية المتدهورة التي تمر بها ليبيا حاليا، والتي أضحت فرصة سانحة لأعضاء التنظيم والمتاجرين بالأسلحة في المنطقة للعمل على تهريب الأسلحة، فإنه من المؤكد تسريب كميات من الأسلحة خارج الأراضي الليبية باتجاه المنطقة التي ينشط بها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وبالخصوص إقليم دولة مالي التي سجلت سلطاتها تدفقا هاما لكميات معتبرة من الأسلحة الثقيلة التي تم تهريبها من المخازن العسكرية الليبية، في ظل الاضطرابات التي تشهدها المدن الليبية منذ منتصف فبراير الماضي. وفي هذا الإطار تشهد الحدود الليبية مع الجزائر تواجدا أمنيا مكثفا عبر كافة المسالك المعبدة والوعرة المؤدية إليها، لاعتراض أية محاولة للفرار من مطلوبين أو تهريب الأسلحة المنهوبة من معسكرات الجيش الليبي إلى التراب الجزائري، حيث تدعمت المناطق الحدودية بوحدات من رجال الدرك الوطني والجيش لإحباط أي محاولة للتسلل أو تسريب للأسلحة نحو الأراضي الجزائرية التي تعرف يقظة كبرى طيلة ساعات الليل والنهار.