دعم الدولة الفلسطينية واجب وتطبيع العلاقات مع إسرائيل مربوط باعتذارها استهل أردوغان خطابه بالحديث عن العلاقات التاريخية بين العرب والأتراك، حيث قال: ''نحن الأتراك والعرب منذ مئات السنين مرتبطون بأواصر الصداقة، وتقاسمنا نفس الجغرافيا ونفس الحضارة ونفس الثقافة''. وأوضح أن تحقيق مطالب الشعب والتعاون المشترك بين الجميع، وبين الأتراك والعرب، سيؤدي إلى مستقبل مشرف، وتعاون مشترك في كافة المجالات الفنية والأدبية والسياسية والاقتصادية. وطالب أردوغان بإجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية، تساير مطالب تلك الشعوب المشروعة لتحقيق العدالة والأمل المنشود. وأضاف ''علينا عدم التأخر في إجراء الإصلاحات اللازمة، بالتزامن مع مطالب الشعب المشروعة، وكذلك علينا عدم قمع المطالب الشرعية واستعمال القوة وإراقة الدماء في مواجهتها، لأن سلبيتها ستنكشف مع المستقبل القريب''. مشيرا إلى أن البوعزيزي أثبت للعالم كله أن كرامة الإنسان لا يمكن أن تقدر بثمن. وانتقل بعد ذلك أردوغان للشأن الليبي، بتوجيهه تحية إلى ما وصفه بالوقفة العربية المشرفة، والقرار المهم المفرح بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا لليبيا في الجامعة؛ لأنه يعكس، بحسب وصفه، الإرادة الليبية الحقيقية. ووجه أردوغان انتقادات لاذعة لإسرائيل، بقوله إنها ''تتخذ خطوات غير مسؤولة، وتقوم بسحق الكرامة الإنسانية والحقوق الدولية بالاعتداء على المواكب العسكرية والدولية والإنسانية، التي ترغب بإيصال المساعدات الإنسانية لغزة، أو تلك التي على الحدود المصرية''. كما ربط تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل بتقديم اعتذارها على هجومها على سفينة مرمرة، وتعويض أسر الضحايا. ثم قال ''الاعتداء على الجنود المصريين يقف بنفس مقام اجتياح سفينة مرمرة التركية.. ليس هناك فرق بين مصري وتركي هنا''. وبخصوص القضية الفلسطينية قال ''إن الصراع العربي الإسرائيلي، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تجاوز الحدود ليصبح قضية عالمية تحتاج لحل جذري، لأن استمرارها يشكك في مشروعية النظام الدولي''. وبلهجة حازمة، قال أردوغان بأن الوقت قد حان من أجل أن يرفرف العلم الفلسطيني في الأممالمتحدة، كما طالب بتدخل جمعية الأممالمتحدة في قضية رفع الحصار عن غزة، وقال علينا ''أن نوجه كل الدعم لوقف الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة. ونرفض أن يكون القانون الدولي تحت إشراف اسرائيل، وعليهم أن يعلموا أنهم سيدفعون ثمن كل جرم يرتكبونه''. ويأتي خطاب أردوغان في إطار الزيارة التي تقوده إلى مصر، وسيتوجه بعدها إلى كل من تونس وليبيا. والتقى رئيس الوزراء التركي بكل من المشير طنطاوي ورئيس الحكومة عصام شرف وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ما أعطى لزيارته طابعا سياسيا واقتصاديا ودينيا. وقد لقي أردوغان ترحيبا شعبيا في كل المحطات التي وقف عندها.