صدر، أول أمس، للكاتب وصحفي يومية ''الخبر'' حميد عبدالقادر، كتاب جديد عن دار ''المعرفة''، حمل عنوان ''الدكتور لمين دباغين المثقف والثورة''، الذي يعتبر تاسع مؤلف للكاتب، ويدخل ضمن سلسلة من الإصدارات تتعرض لمسار المثقفين الجزائريين إبان ثورة التحرير وبعدها. وأوضح حميد عبدالقادر في هذا الشأن، في تصريح ل''الخبر'': ''يعدّ الكتاب استمرارا لتصور كنت قد شرعت فيه منذ تأليف كتاب حول فرحات عباس، ويتمثل في إبراز دور النخب المثقفة في حرب التحرير''. ويتناول الكتاب الجديد الذي جاء في حجم متوسط وطباعة جيدة في 166 صفحة، مسار الدكتور لمين دباغين ونضاله في صفوف حزب الشعب الجزائري، رغم كونه ينتمي للبرجوازية الوطنية، فهو المناضل الراديكالي الذي كان يؤمن بالتصور الشعبوي والعمل المسلح، في وقت كانت تعتقد البرجوازية الوطنية أن الحوار مع فرنسا هو الحل. ويسجل عبدالقادر، بأن الدكتور دباغين كان بمثابة الرجل الثاني في حزب الشعب الجزائري، وفي بعض الفترات التاريخية الحاسمة، بالأخص حينما وضع مصالي الحاج في السجن خلال الحرب العالمية الثانية، كان دباغين بمثابة رجل الحزب، وتمكن من فرض نفسه، لكنه تعرض للتهميش من قبل مصالي الحاج بسبب تبعات ما يسمى ''الأزمة البربرية''، داخل الحزب. ولم يتوقف نشاط دباغين في الحركة الوطنية فقط، يقول حميد عبدالقادر، لأنه ''عندما قامت الثورة اتصل قادة جبهة التحرير الوطني بالدكتور دباغين، وطلبوا منه أن يترأس الجبهة، لكنه رفض، ليس لعدم إيمانه بالعمل المسلح، بل لرفضه ''امتطاء قطار انطلق''. ولما التحق بالثورة رسميا سنة 1955، عينه لمين دباغين رئيسا للوفد الخارجي بالقاهرة، ويتناول الكتاب خلافاته مع أحمد بن بلة، ثم مع جماعة الحكومة المؤقتة إلى غاية استقالته من العمل السياسي سنة .''1961 للعلم، سيصدر للمؤلف كتابان جديدان باللغة الفرنسية، الأول بعنوان ''هواري بومدين.. رجل في الثورة''، (منشورات الشهاب)، والثاني بعنوان ''الببليوغرافيا الفرنسية حول حرب الجزائر'' (دار المعرفة).