قالت المؤرخة مليكة رحال إن دور المثقف الجزائري قد أجهض بين 1956 و1967، وأن النواة التي أسّسها عبان رمضان اختفت بتصفيته مع عدد من المثقفين. وخلصت إلى أن النتيجة كانت وخيمة على الجزائر وغيّرت مسار الثورة وطبيعة نظام الحكم بعد الاستقلال. قدّمت، أول أمس، المؤرخة مليكة رحال كتابها ''علي بومنجل: قضية فرنسية وتاريخ جزائري''، الصّادر عن دار البرزخ، والذي يتناول مسار المناضل السابق للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري لفرحات عباس، الشهيد ''علي بومنجل''، الذي استشهد تحت التعذيب من قبل مظليي الجنرال ماسو. وأوضحت مليكة رحال في تصريح ل''الخبر''، بأن اختيارها لشخصية علي بومنجل، جاء صدفة، عندما التقى كما قالت ''مشروع مؤرخة ورغبتها في فهم دور المثقفين الجزائريين الناطقين باللّغة الفرنسية، في الحركة الوطنية الجزائرية، وخاصة حزب فرحات عباس، مع رغبة عائلة بومنجل في كتابة تاريخ الشهيد''. وأضافت المتحدثة بأن الكتاب يتكلم عن مسار شخصية، ويوضّح كيف يمكن لفرد أن يتحرّك بين اللّغة الفرنسية، وإعجابه بقيم الثورة الفرنسية والوطنية العميقة والقوية التي يحملها، وكيف كان يسيّر علاقاته في المحيط الجزائري بفرنسا والمحيط الفرنسي. وقالت الكاتبة عن جديد الكتاب: ''أردت أن أوضّح، كيف أن العسكريين والجيش الفرنسي، ابتداء من فيفري ,57 بدأوا بتصفية المثقفين الجزائريين، منهم العربي بن مهيدي، علي بومنجل وغيرهما، خاصة المحامين، ومحاولة احتواء هذه الطبقة عن طريق سجن البعض منهم''. مضيفة أن مقتل ''علي بومنجل كان منعرجا كبيرا غيّر موقف جزء من الرأي العام الفرنسي، خاصة نظرتهم وحكمه على الأفالان والثورة''. وواصلت المؤرخة بأن اغتيال ''حرّك المثقفين الفرنسيين، وعبّأهم ضد ممارسات التعذيب، وكانت النتيجة ولادة تيار جديد، ضد الحرب في الجزائر''. وأوضحت مليكة رحال، أن دور المثقف الجزائري قد أجهض، بعدما حدث بين 1956 و1967 والنواة التي أسّسها عبان رمضان من مثقفين ومفكرين، خاصة حول المحتوى السياسي للثورة التحريرية التي اختفت بتصفية عبان رمضان والقضاء على بومنجل وغيرهما من المثقفين. وخلصت إلى أن النتيجة كانت وخيمة على الجزائر وغيّرت مسار الثورة ثم طبيعة نظام الحكم بعد الاستقلال. يذكر أن مليكة رحال تلميذة بنجامين ستورا، الذي سبق وأن أشرف على مذكرتها ''شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية''، حول تاريخ حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائريّ.