لم تكن مهمة الدركيين المحققين في قضية تهريب وتبييض العملة الصعبة وترويجها عادية، حيث قرروا أن يضربوا بيد من حديد لوقف نشاط أكبر عصابة تنشط بين المدنية وحيدرة وبئر خادم بالجزائر العاصمة، وتم حجز مبالغ مالية ضخمة من العملة الوطنية والعملة الصعبة من الأورو والدولار والدينار الليبي والمغربي. تبين، في ظرف سنوات قليلة، أن من ينشطون في مجال صرف العملة في الجزائر، تحولوا إلى أثرياء في ظرف قياسي، ما أثار الشكوك حولهم، حيث باشرت فصيلة الأبحاث بالمجموعة الولائية للدرك الوطني بالعاصمة تحقيقات واسعة، شملت محلين ومطعما، تستغل في تبييض الأموال وتهريبها إلى الخارج. وحسب رئيس الفصيلة، فإن الإطاحة بالشبكة التي تضم 17 شخصا، بينهم أجانب، جاء بعد مداهمة المحلين والمطعم في نفس الوقت، وهي محل لبيع وصرف العملة بحيدرة يسير من قبل الإخوة ''ب''، ومطعم بالمدنية، مسير من طرف المدعو ''م''، إضافة إلى محل لبيع مواد التجميل والتبغ ببئر خادم. وتم العثور داخل المحل بحيدرة على مبالغ ضخمة من العملة الوطنية والصعبة، منها 2500 درهم مغربي، 550 دينار تونسي، 2320 ريال سعودي، إضافة إلى 1520 فرنك سويسري، 2300 جنيه استرليني و1395 دولار كندي و1080 أورو و2055 دولار أمريكي، وفوق ذلك مبلغ بالعملة الوطنية يقدر ب420 مليون سنتيم. وكللت أول عملية مداهمة، بتوقيف عدة زبائن، قصدوا المحل لصرف العملة، من بينهم المدعو ''ب.س''، الذي ضبط بحوزته مبلغ من العملة الصعبة، قدر ب2000 أورو، ورعية تركية ضبط لديه 2000 دولار. وصرح الإخوة ''ب''، خلال التحقيق أنهم لا يتاجرون في العملة، بل يستغلونها في تعاملاتهم بحكم أنهم يملكون شركات لاستيراد السيارات، غير أن التحقيق كشف أن أحد الإخوة، مسبوق قضائيا، استورد 52 سيارة فاخرة في ظرف ثلاث سنوات للتمويه، وأن الإخوة ''ب'' حققوا ثراء فاحشا، إذ حصرت ممتلكاتهم في 3 فيلات ببئر مراد رايس، فيلتان في درارية وواحدة في حيدرة و4 محلات في حيدرة، كما تم اكتشاف حسابات بنكية في عدة بنوك بالجزائر وفرنسا. وخلال نفس العملية، وعند تفتيش المحل الثاني الذي يمارس صاحبه تجارة بيع مواد التجميل، ويعد ملحقة لمحل حيدرة، تم العثور على 20 جنيها استرلينيا ودينار ليبي، ومبلغ بالعملة الوطنية قدر ب50 مليون سنتيم. أما بمطعم المدعو ''م'' بالمدنية، فقيمة المبالغ المحجوزة تجاوزت 3 ملايير سنتيم، بين العملة الوطنية والأجنبية، وتمثل عائدات البيع في يوم واحد، حيث تم توقيف مسيري المطعم، مع ضبط 7970 أورو، 9560 جنيه استريني، 1482 دولار، 730 فرنك فرنسي، 10 ريال سعودي، ومليار و52 مليون سنتيم. كما أوقف بالمطعم عدد من الزبائن، أغلبهم تجار متلبسون وبحوزتهم مبالغ بالعملة الصعبة. واعترف مسير المطعم، بأنه ينشط في مجال صرف العملة منذ 10 سنوات. ويواجه المتهمون الذين قدموا، أمس، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، تهمة تحويل تبييض الأموال وتكوين جمعية أشرار والقيام بعمليات صرف غير شرعية والتهرب الضريبي.