شخصيات وديبلوماسيون زبائن أوفياء لدى "صرّافة" مهمتهم تبييض الأموال علمت "الشروق" من مصادر موثوقة أن قاضي التحقيق لدى محكمة بئر مراد رايس يجري هذه الأيام تحقيقا في قضية "تهريب العملة والمتاجرة فيها بطريقة غير شرعية"، حيث استمع مؤخرا لعدد من المتورطين في القضية، ومنهم أربعة أشخاص يشتغلون في محل لبيع الهواتف النقالة بحيدرة رفقة شخصين آخرين تم ضبطهما بالمحل الذي تبين أنه مكان للمتاجرة في العملة الصعبة بكل أنواعها . * وقد وجهت لهم تهم تكوين جماعة أشرار ومخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، وجنحة تبييض الأموال والقيام بعمليات صرف غير شرعية، في الوقت الذي لايزال فيه صاحب المحل وهو المتهم الرئيسي في القضية في حالة فرار. * وقد استمع قاضي التحقيق لستة متورطين آخرين تم ضبطهم من قبل عناصر الشرطة وهم بصدد شراء العملة من محل بيع الهواتف النقالة بحيدرة، ويتعلق الأمر بالرعية المصري (ع.ع) الذي يشتغل كمهندس ميكانيكي بشركة خاصة بالجزائر، والرعية الكوري (ب.ن) الذي كان يشتغل كرئيس مدير عام سابق لفندق الهيلتون، وصاحب شركة بناء المركبات السياحية، رفقة المدعو (س.م) وهو مسير شركة توزيع بطاقات "الجزيرة" الرياضية، والمدعو (ب.س) مسير وكالة خاصة للسياحة والأسفار، واثنين آخرين أحدهما مقاول بالبناء والآخر سائق بشركة صناعة القرميد، حيث وجهت للجميع تهمة مخالفة التشريع والتنظيم الخاص بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، وقد تم وضعهم تحت الرقابة القضائية إلى حين انتهاء التحقيق في القضية. * والجدير بالذكر أن خيوط القضية تم كشفها بداية شهر نوفمبر المنصرم بناء على معلومات وردت إلى فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالجزائر حول النشاط المشبوه لمحل بيع الهواتف النقالة بحيدرة الذي يمتلكه المتهم الفار (م.ن) وتبين أنه ينشط في مجال بيع وشراء مختلف العملات بطريقة غير شرعية، حيث عثر بالمحل على مبالغ مالية هامة بالعملة الوطنية وبالأورو والدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني والدولار الكندي والدينار التونسي. * كما كشف التحقيق بأن هناك العديد من الزبائن ومنهم شخصيات مرموقة وإطارات ومسيرو شركات خاصة يترددون على المحل من أجل بيع أو شراء مختلف العملات. * وفي السياق ذاته أشارت التحريات إلى أن المتهم الرئيسي ينشط ضمن شبكة دولية لتهريب العملة الصعبة، حيث كان يستعمل عدة بنوك أجنبية متواجدة بتونس وتركيا لتهريب الأموال نحو الخارج إلى بنوك وسيطة متواجدة بأمريكا و"هونكونغ"، ومن ثمة يتم تحويل الأموال لبنوك أخرى متواجدة في الصين والإمارات العربية المتحدة ومصر وإنجلترا وفرنسا. * كما عثر بمحل المعني أثناء عملية المداهمة التي قام بها رجال الشرطة على آلة لعدّ الأوراق، وقد أظهر السماع الأولي للمتورطين الذين يشتغلون في المحل بأنهم على علم بنشاط صاحبه -الذي لا يزال في حالة فرار- في بيع العملة الصعبة منذ سنة 2007 حيث كان يقصده عدد كبير من الزبائن منهم موظفو السفارات الأجنبية كدولتي فرنسا ومصر، حيث تصل عمليات الصرف يوميا إلى ما بين 700 مليون سنتيم إلى مليار سنتيم في اليوم . * هذا وقد أيدت غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء العاصمة بداية ديسمبر الحالي أمر الإيداع في حق اثنين من المتهمين في القضية يعملان في بيع الهواتف النقالة.