صورة للكيف والاجهزة المحجوزة "بشة" السوفي قام بحفر قبو داخل فيلا تحت حراسة كلبين تمكنت فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية الوادي من الإطاحة أخيرا ب"بارون المخدرات" الذي كان الوسيط في العصابة الدولية التي تتاجر بالمخدرات وتنشط على محور المغرب، الجزائر، وذلك بفضل عمل استعلاماتي نوعي وتم حجز كمية من الكيف بقيمة 5 ملايير سنتيم. * حيث كان يقوم بتخزين المخدرات داخل "أقبية" تمت تهيئتها داخل مسكنه وهو عبارة عن فيلا فخمة مقابل 500 مليون سنتيم للعملية الواحدة (مايعادل العشر)، وسبق لمصالح الدرك الوطني أن قامت بعمليات تفتيش سابقة لمسكن المهرب كانت سلبية لاستحالة اكتشاف هذا المخبأ الأرضي. عرض المقدم دحمان شايب، قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية الوادي تفاصيل هذه القضية في لقاء ب"الشروق" وموفدي جرائد "ليبرتي" و"لوسوار" و"لوجور" الناطقة بالفرنسية بحضور الرائد عبد المجيد بن صغير رئيس أركان المجموعة، الرائد بوعزة رئيس مصلحة الشرطة القضائية بالقيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني بورڤلة والنقيب قائد فصيلة الأبحاث، وأشار الى أن معلومات وردت الى فصيلة الأبحاث تتعلق بقيام المدعو "و.ب" المعروف ب"بشة السوفي" بتخزين كمية كبيرة في مسكنه الذي يقع بحي "الشوايع" ببلدية حاسي خليفة على بعد 35 كم من واد سوف بمحاذاة الطريق الوطني رقم 16، يتمثل في فيلا فخمة في طور الإنجاز تتكون من 3 طوابق وتتربع على مساحة تتجاوز 1120 متر مربع إضافة الى 4 مستودعات كبيرة ومرآب للسيارات وساحة كبيرة حسبما عاينته "الشروق"، وتم تأثيث الغرف بشكل فخم جدا في حين أن صاحب الفيلا "بشة السوفي" من مواليد 1971 بطال وأب ل4 أطفال، وكان قد عمل رفقة والده الذي يشتغل تاجرا في المواد الغذائية حيث نشط في مجال تهريب المواد الإستهلاكية من تونس قبل أن يتنقل الى تهريب المخدرات بكميات محدودة داخل خزان السيارة والعجلات وكان يتقاضى حوالي 100 فرنك فرنسي للكلغ الواحد من الكيف، ثم تحول بعدها الى المتاجرة بالسيارات الفخمة وهو مسبوق في قضية تزوير سيارة بولاية تبسة، وكانت مصالح الدرك تترصد تحركاته على خلفية الثراء الفاحش "الذي يعد مصدر عائدات التهريب" من عقارات وممتلكات وكانت زوجته، حسب مصادر محلية، تلفت الانتباه في الأعراس لكمية المصوغات التي كانت ترتديها وتم حجزها في هذه القضية ويتجاوز وزنها 1 كغ. ..اليوم: 7جوان الساعة: الثانية بعد الزوال، وهو الوقت الذي حدده المحققون لتنفيذ العملية، لأنه وقت القيلولة ويكون المهرب حتما بمسكنه نائما، أفراد فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني تنقلوا بناء على معلومات دقيقة الى الفيلا مدعمين بفصيلة الأمن ومرفقين بإذن بالتفتيش وكلاب بوليسية مختصة في الكشف عن السلاح والمخدرات، حيث توصلوا الى تحديد المخبأ "السري" الذي تمت تهيئته بشكل لا يمكن اكتشافه، حيث تم نصب "البارابول" وربط كلب حراسة قربه، والمخبأ عبارة عن "كازمة" مهيأة، عمقها يتجاوز 1.20 متر تمت إحاطتها بقنوات صرف المياه القذرة بمحاذاة بئر، ومكسوة بجبل رملي لا يثير الشكوك حتى يتم تضليل المحققين عند محاولة الحفر، وتم تجنيد أفراد الدرك للقيام بأشغال الحفر باستخدام الفؤوس و"البالات" قبل أن يتوصلوا الى الفتحة الرئيسية ونزل الدركيون الى الأسفل حيث اكتشفوا "مغارة" بشة السوفي وهي عبارة عن مخزن لكمية كبيرة من الكيف المعالج، قدرها المحققون بحوالي 142 قنطار أي أكثر من 1.4 طن كانت مغلفة في "حقائب" لتهريبها لاحقا الى ليبيا، الجدران كانت مطلية والأرضية مضبوطة، ليتم توقيف صاحب المنزل متلبسا ولم يكن هناك مجال للإنكار. واعترف "بشة" أنه ينشط في مجال التهريب منذ عام 1996 مستغلا انشغال مصالح الأمن بمكافحة الإرهاب، وحدد دوره في تخزين الحشيش الذي يتم تهريبه من الحدود المغربية باتجاه مدينة مغنية الحدودية حيث يتكفل مهرب جزائري يدعى "ولد الفقيه" بنقل المخدرات الى غاية مدينة واد سوف عبر شاحنة تمت تهيئتها بطريقة احترافية مع تمويه مصالح الأمن بنقل سلعة مثل البطاطا ملطخة ببقايا الفضلات للتأثير على حاسة شم الكلاب البوليسية، ويقوم "بشة السوفي" بتخزين الكمية في هذه "المغارة" في سرية تامة في انتظار تهريبها بحضور مهرب ليبي لنقلها على مستوى قرية "بارابولي"، ويتقاضى "بشة" مقابل تخزين في عملية واحدة نصف مليار سنتيم ... المهربون يبحثون عن محور "آمن" من الدرك ويشتغل المحققون حاليا على تحديد هوية رئيس الشبكة الليبي وأيضا المغربي، وتم في هذه القضية توقيف 6 عناصر من الشبكة كما تم تحديد هوية الوسيط الجزائري بمغنية الذي يوجد محل بحث في قضايا تهريب مخدرات، كما يوجد أحد شركاء مهرب واد سوف في حالة فرار وتم أيضا حجز 8 مركبات منها سيارة رباعية الدفع، سيارة أجرة و3 سيارات أخرى من نوع مرسيدس، بولو وكليو. كما ضبط المحققون بمسكنه 250 غ من الكيف من النوع الرفيع للإستهلاك الشخصي الخاص ب"المعاليم" وأجهزة هاتف نقال، ومبلغ مالي وأجهزة إعلام آلي محمولة تتضمن مشاهد إباحية تم تصويرها بعنابة. وقد تم تشميع عقاراته وممتلكاته على ذمة التحقيق الذي لايزال جاريا، وأشار المقدم شايب الى حجز 124 كغ من الكيف في شهر مارس الماضي بالدبيلة من طرف فصيلة الأبحاث بعد اختراق الشبكة الإجرامية "ما لفت انتباهنا أن المروج بحاسي خليفة الذي طلب منه العنصر المتسرب توفير كمية 100 كغ من الحشيش بجلبها خلال نصف ساعة وكان ذلك مؤشرا على أن الممون الرئيسي موجود في المنطقة". وتكون شبكات تهريب المخدرات قد لجأت تحت الضغط المفروض عليها خاصة بالحدود الغربية والغربية الجنوبية على خلفية حجز أطنان من المخدرات من طرف حرس الحدود ببشار وتندوف الى البحث عن "محور" أكثر أمنا، وتفيد التحريات الأولية، أن تشديد الرقابة حال دون تحركات المهربين خاصة على الشريط الحدودي وتكثيف الرقابة على الحركة المرورية. وفي هذا السياق، أشار تقرير صدر عن خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني الى إحباط تهريب أكثر من 6 أطنان من الكيف المعالج خلال شهر ماي فقط من مجموع 43 طنا منذ بداية السنة الجارية وهي حصيلة قياسية تتجاوز أضعاف المعدل السنوي المسجل في سنوات سابقة في مجال مكافحة تهريب المخدرات في الجزائر. *