يعيش سكان عمارة رقم 78 بحي 1600 مسكن الجديد بالسبالة دائرة الدرارية في العاصمة حالة رعب حقيقية استمرت منذ ثمانية أشهر، وازدادت حدتها منذ ثلاثة أيام عندما تحولت تهديدات سكان العمارات المجاورة لها إلى أفعال تتجاوز كل وصف ''...تهديدات بالقتل والاغتصاب وتفجير العمارة بالغاز وشرب الخمر والتعرّي أمام العائلات، ورمي بزجاجات حارقة، مثلما صرحوا ل''الخبر''. كان البحث عن العمارة رقم 78 صعبا ومخيفا، إذ تقع في وسط حي 1600 مسكن، خصصت للسكان المرحلين من حي المنظر الجميل بالقبة منذ ثمانية أشهر، بينما كل العمارات المحيطة بها يقطنها سكان قادمون من حي ديار الشمس بالمدنية، وهنا تكمن الإشكالية، حسب تصريح سكان العمارة المقصودة، إذ يرفض سكان ديار الشمس البالغ عددهم 600 عائلة، وجود ال24 عائلة من القبة بالقرب منهم. وبمجرد وصولنا التف سكان العمارة رقم 78 حولنا، نساء وأطفال وشيوخ وشباب محتجزون منذ ثلاثة أيام، لا خروج ولا دخول، لا عمل ولا دراسة ولا أكل، وإن حاولوا فإنهم يسمعون ما لا يرضيهم ويتعرضون للاعتداء، مثل حال طفلة تبلغ من من العمر 14 سنة، والتي خرجت لشراء الخبز، فقاموا باحتجازها ثماني ساعات، حتى تدخل الأخ الأكبر وبعض أصدقائه، وكانت النتيجة أن تعرض للضرب بحجارة على الرأس. وتقول سيدة ''أصبحت أخاف على أطفالي.. لا أحد يخرج''، وتضيف ''منذ ثلاثة أيام ينتظرون أمام العمارة قدوم الليل، يشربون الخمر حتى الثمالة، ثم في حدود الحادية عشر ليلا، يجمعون زجاجات الخمر والحجارة ويبدأون في رميها، ويتواصل ذلك إلى حدود السادسة صباحا''. ولا يطالب السكان المحتجزون، إلا بالرحيل فورا، وإلا يتحول النزاع إلى كارثة حقيقية قد يسقط فيها ضحايا كثر، بعد أن عجزت قوات الأمن عن احتواء الوضع، ووقف الاعتداءات، ورفضت التدخل، رغم استغاثة السكان، حيث في كل مرّة يوّجهون إلى جهة أخرى بحجة أن الحي لا ينتمي إلى منطقتهم.