تساءل ميلود شرفي، رئيس المجموعة البرلمانية للأرندي، أمس، في ختام مناقشة مشروع قانون المالية عن ولاء شركاء حزبه في التحالف الرئاسي للحكومة، وإن كان الخطاب الذي تردد في النقاش مجرد حملة انتخابية مسبقة؟ أم إعلان طلاق بين الأفالان، الأرندي وحمس؟ تولى ميلود شرفي الرد على منتقدي السياسات المالية والاجتماعية للحكومة، خلال مناقشة قانون المالية نيابة عن الحكومة. وتحدث عن تفاجئه بخطاب من أسماهم ب''المحسوبين على ركائز التحالف، الذين سردوا أوضاع كارثية وسوداوية لبلادنا''. وتساءل شرفي ''هل يفهم من هذا أنها حملة انتخابية مسبقة فقط أم فيه طلاق؟''، أي إعلان منتقدي الحكومة انسحابهم من التحالف. ورفض شرفي تحديد من يقصد بكلامه، أي حركة حمس أو جبهة التحرير الوطني، لكن برلمانيين قالوا إن تعليق عضو قيادة الأرندي ينسحب على حمس والأفالان معا، حيث صدرت عن ممثليهما في المجلس انتقادات حادة لأوضاع الاقتصاد الوطني وطريقة تنفيذ البرامج التنموية. وحاول العياشي دعدوعة، رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني، تقديم طرح مختلف عن الخطاب الذي ردده قطاع هام من نواب حزبه، وأظهروا عدم رضاهم على حصيلة عمل الحكومة. وبأسلوبه الأدبي، جدد عضو المكتب السياسي للأفالان التأكيد على وقوف حزبه مع الإصلاحات وولاءه الصريح للرئيس بوتفليقة ''تاج وطبيب الجزائر''، حسب وصفه. وامتدح الإجراءات التي تضمنها قانون المالية، مهاجما بعض أطراف المعارضة التي تسوّد الصورة والمنجزات ''من يقول بعد الترشيد والتطور فإن اللوثة في نظارته وليست في الكأس''، يقول العياشي دعدوعة. أما تدخل رئيس كتلة حمس، نعمان لعور، فجاء منسجما مع خطاب نواب حزبه، وتحدث عن احتجاجات وإضرابات على مدى الأشهر الماضية، والتي تعبر، حسب رأيه، عن ''رفض الوضع المعيش والتهميش والحفرة وغياب التنمية المحلية والبطالة''. وحسب قوله فإن ''ما زاد في عزم المحتجين بمطالبهم التصريحات الرسمية التي تقول إن الجزائر في بحبوحة مالية، وتخصيص استثمارات ب286 مليار دولار، وبالمقابل لا يجد المواطنون الماء الشروب والطرق المعبدة''. وتحدث ممثل حمس عن محاولة البعض الالتفات على الإصلاحات السياسية وإفراغها من محتواها، ومن ذلك إدخال تعديلات على القوانين بالهاتف. ورأى أن نجاح الإصلاحات لن يكون إلا بتوفر الإرادة الصادقة وترك الأنانية الحزبية جانبا. وتناغم خطاب كتلة حمس مع خطاب حزبي العمال والجبهة الوطنية المعارضين، بخصوص الخوف على مصير الإصلاحات السياسية. وناب رمضان تعزيبت عن لويزة حنون في الحديث باسم حزب العمال، وتحدث عن استهداف الجزائر، وأهمية اتخاذ قرارات سياسية للتكفل بكل المشاكل العالقة لسحب البساط أمام كل من يترقب ثغرة للتدخل في الشأن الجزائري. وحذرت كتلة الأحرار، في كلمة لممثلها محمد جميعي، من خطر تعرض التوازنات المالية للجزائر لهزات في ظل ارتفاع وتيرة الإنفاق المخصص للتسيير. ورغم اختلاف رؤى المجموعات البرلمانية أجمع المتدخلون على أهمية اعتماد الحكومة، سياسة استشرافية في ضبط السياسات العمومية، وخصوصا في مجال الإنفاق، تحسبا لأي تقلبات في السوق الدولية للنفط.