كشفت الدكتورة أوران صليحة، رئيسة وحدة معالجة صغار المصابين بداء السيدا، على مستوى مستشفى القطار بالجزائر العاصمة، عن وجود 125 طفل مصاب بالسيدا متمدرس في الخفاء عبر مختلف مدارس الوطن، مضيفة أن التكتم عن إصابتهم ضروري لتمكينهم من متابعة مسار دراسي بعيدا عن الأحكام المسبقة، لتشير إلى أن هؤلاء الأطفال يتلقون حصصا خاصة بالتربية الصحية لتجنب نقل العدوى لزملائهم. أعلن ممثلون عن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، عن انطلاق عملية إخضاع النساء الحوامل لتحاليل فيروس السيدا انطلاقا من ديسمبر المقبل، وهي العملية التي تهدف للكشف المبكر عن الحاملات للفيروس بهدف تمكينهن من علاج، خلال الحمل، يقي إصابة الجنين بذات الفيروس. وتنطلق العملية من 3 عيادات خاصة بحماية صحة الأم والطفل بكل من باب الوادي وبلوزداد والمدنية بالجزائر العاصمة، إلى جانب عيادات مماثلة بكل من سطيف، عنابة، قسنطينة، وهران وتمنراست، لتشمل بعد ذلك مختلف ولايات الوطن. وعن الهدف من اختيار هذه العيادات، أكدت الدكتورة أوران صليحة، رئيسة وحدة معالجة صغار المصابين بداء السيدا على مستوى مستشفى القطار بالجزائر العاصمة، ''بالإضافة إلى العاصمة تم اختيار الولايات الأخرى لاحتوائها على مراكز لمعالجة داء السيدا''، مضيفة أنه ''بإمكان هذه العملية أن تمنع انتقال الفيروس من الأم للمولود''. علما أنه في حال عدم تلقي الأم الحاملة للفيروس للعلاج، فإن نسبة إصابة الصغير به تقدر ب25 بالمائة، لترتفع ذات النسبة إلى 50 بالمائة عند المرأة المصابة بالداء، مشيرة إلى أنهم أشرفوا منذ سنة 2000 على توليد 151 امرأة حاملة لفيروس السيدا و14 فقط منهن وضعن صغارا مصابين. وتشير أوران إلى أن 125 طفل متمدرس بكل الأطوار مصاب بالسيدا، يخضع للعلاج بالوحدة التي تشرف عليها، ومنهم من يحضر لاجتياز شهادة البكالوريا، وأنهم يتابعوندراستهم دون الجهر بإصاباتهم، حيث اضطرت في كثير من الأحيان إلى عدم الإشارة لذلك في شهاداتهم الطبية، لتمكينهم من متابعة دروسهم، ''حتى أن منهم من تغيب لمدة 15 يوما، كان خلالها بمستشفى القطار واضطررت لأن أقول إنه مصاب بداء السل لتبرير تغيبه''، والسبب راجع لنظرة المجتمع القاسية لهؤلاء. وتضيف محدثتنا أنهم عمدوا بمستشفى القطار إلى برمجة حصص خاصة بالتربية الصحية يستفيد منها صغار مرضى السيدا، يتعلمون خلالها كيفية تعاملهم مع الآخرين في الحياة اليومية، مثل كيفية التصرف في حالة الإصابة بجروح، ''حيث ننصحهم بعدم لمس أي شخص آخر والتنحي جانبا لتفادي انتقال العدوى''.