أقدمت مجموعة من المهرّبين، أمس، على مهاجمة مقر الجمارك وسط مدينة تبسة بالزجاجات الحارقة والسيوف، ما أسفر عن حرق 8 سيارات وتخريب جميع مرافق المفتشية الولائية. حسب شهود عيان، فإن الهجوم على مقر المفتشية الولائية، المتواجد بالقرب من وكالة البنك الخارجي، بدأ في حدود الواحدة والنصف من ليلة الأحد إلى الاثنين، عندما بوغتت حجرة الحراسة المتقدمة من طرف مجموع شباب قدر عددهم بأكثر من 50 كانوا ملثمين على متن سيارات رونو 25 وبيجو 505 ومدججين بالأسلحة البيضاء وزجاجات حارقة، وكانوا في حالة هيجان تام، حيث أضرموا النيران في 8 سيارات تفحمت عن آخرها، 3 منها ملك لبعض أعوان المفتشية، بينما تعرّضت المكاتب الإدارية للحرق الكلي، بما فيها من وثائق رسمية. ونجا بعض أعوان الجمارك الذين كانوا يشرفون على المداومة من موت محقق، حيث امتدت ألسنة النيران إلى الأفرشة والأغطية والملابس التي وجدناها ملقاة على الأرض، بينما عاشت جمركيات بأحد أجنحة المقر ليلة من الرعب. ولحسن الحظ، فإن تدخل الحماية المدنية وأعوان الأمن كان بسرعة قياسية، ليتم توقيف 4 متورطين وحجز 4 سيارات استعملت في هذا الهجوم. وبالرغم من التكتم على هذا الحادث بحجة سرية التحقيق، إلا أن مصادر كشفت ل''الخبر'' بأن هذا الاعتداء جاء على خلفية مقتل مهرّب كان محل مطاردة على متن سيارته من طرف فرقة متنقلة للجمارك بين بلديتي بئر مقدم والضلعة بأم البواقي، حيث انحرفت سيارته أثناء محاولة الفرار وعدم الامتثال لأوامر التوقف، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد انقلاب المركبة التي كانت تحمل مواد معدة للتهريب. مصادرنا كشفت أن المهرّبين لم يكتفوا بهذا الهجوم التخريبي، بل لاحقوا فرقة الجمارك إلى وسط مدينة بئر مقدم أمام مقر الدرك الوطني، غير أنهم سرعان ما لاذوا بالفرار تجنبا للتوقيف من طرف الدرك الوطني، واتجهوا مباشرة إلى وسط مدينة تبسة لتنفيذ الهجوم المسلح على مقر الجمارك بوسط مدينة تبسة. وتضيف مصادر أخرى أن مجموعات المهرّبين استعملت حتى الطلقات النارية بالرصاص، بأسلحة كانت بحوزة بعض عناصرها.