أعلنت الهيئة القائمة على مبادرة ديزرتيك أن أول اتفاق سيبرم مع الحكومة الجزائرية في إطار مشاريع إنتاج الطاقة النظيفة، المقرر تصديرها إلى أوروبا في إطار هذه المبادرة، سيكون في ديسمبر المقبل. أورد الرئيس المدير العام للمبادرة الصناعية ديزرتيك، بول فان سون، في تصريح لوسائل الإعلام الألمانية أنه ''خلال شهر ديسمبر القادم سنوقع اتفاقا مع الجزائر لإقامة مشروع مرجعي'' لتجسيد مشاريع ديزرتيك. وكشفت مصادر إعلامية ألمانية أن الاتفاق مع الجزائر سيفتح الباب لإنشاء محطة إنتاج الطاقة الشمسية هي الثالثة من نوعها، علاوة على محطتين مماثلتين بكل من المغرب وتونس. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن القائمين على مبادرة ديزرتيك يريدون إثبات أن فكرة إقامة محطات توليد الطاقة النظيفة بشمال إفريقيا وتصدير إنتاجها الطاقوي إلى ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية هي فكرة قابلة للتجسيد. وتتلخص هذه الفكرة في عرض محطات إنتاج الطاقة النظيفة في شمال إفريقيا ما يمثل 15 بالمائة من الطلب الأوروبي على الطاقة مطلع سنة .2050 وأورد المسؤول الأول عن ديزرتيك أنه سيعرض في خريف السنة القادمة خريطة طريق لبلوغ هذا الهدف المقرر الوصول إليه عبر ثلاث مراحل. أما الأولى فهي مرحلة مرجعية تتعلق بإقامة محطات إنتاج الطاقة بشمال إفريقيا. والمرحلة الثانية سماها مرحلة الانطلاق تمتد إلى سنة 2035، لتليها مرحلة عرض الإنتاج الطاقوي في الأسواق الأوروبية. ويأتي الاتفاق الذي يبحث عنه الألمان مع الجزائر في وقت أعدت الحكومة برنامج الطاقات المتجددة الهادف إلى إنتاج 22 ألف ميغاوات في 2030، منها 12 ألف ميغاوات لتغطية 40 بالمائة من الطلب المحلي على الكهرباء، مع إمكانية إنتاج 10 آلاف ميغاوات أخرى موجهة إلى التصدير بشرط أن يتكفل المستثمرون الأجانب بتوفير موارده المالية والبحث عن الأسواق الخارجية. وقد سبق أن قال الرئيس المدير العام لسونلغاز نور الدين بوطرفة إن ''مشروع ديزرتيك ما زال مجرد فكرة لا تزال غير ناضجة وبحاجة إلى توضيح في جوانب عدة، لا سيما ما تعلق بآليات التمويل وواقعية الإنجاز في إطار منظومة صناعية متكاملة مثلما تطالب به الجزائر''. وربط بوطرفة موافقة الجزائر على احتضان مشروع ديزرتيك بشروط تضع المؤسسات الجزائرية كطرف ضمن شراكة لتنفيذه مع دعم التكوين وتحويل التكنولوجيا، مشيرا إلى أن الجزائر أو أي دولة نامية أخرى، ليست لديها الإمكانات المالية لتمويل مشروع مماثل.