«سيفيتال» تستثمر 8 مليارات دولار في مجال الطاقة «سيدي عبد الله» تحتضن أكبر برج طاقوي في العالم توقعت جهات مسؤولة أن تصبح الجزائر قوة اقتصادية هامة في منطقة البحر المتوسط في مجال الطاقات المتجددة والبديلة آفاق 2020، لتدعم بذلك مداخليها من المحروقات التي تشكل أساس الاقتصاد الوطني والمورد الأهم والأكبر للخزينة العمومية بنسبة تتجاوز 96 بالمائة حسب آخر الإحصائيات الصادرة عن بنك الجزائر، كما أشارت التوقعات ذاتها إلى أن مركز الجزائر الطاقوي في التصنيف العالمي سيتجه نحو قمة الهرم في الاتجاه الموجب خلال هذه الفترة. الجزائر من بين 14 دولة تستثمر في الطاقات المتجددة الواسعة النطاق صنف البنك العالمي في تقريره الأخير نهاية هذا الأسبوع الجزائر من بين 14 دولة من ذوي الدخل المتوسط التي أعدت برامج لإعادة موازنة مصادرها الطاقوية من خلال الاستثمار في المشاريع الخاصة بالطاقات المتجددة الواسعة النطاق. وكشف البنك العالمي في التقرير ذاته أن الجزائر و13 دولة أخرى تعتمد الطاقات المتجددة الواسعة النطاق لاسيما الطاقة الشمسية، الرياح والجيو-حرارة كمصادر موثوقة لتوفير الطاقة لسكانها بدعم من الصندوق الخاص بالتكنولوجيات النظيفة، مشيرا إلى أن هذه المشاريع سيتم التعرف عليها خلال الندوة المقبلة للدول الأطراف في اتفاقية الإطار الأممية حول التغير المناخي المقرر عقدها من 29 نوفمبر إلى 10 ديسمبر في مدينة «كانكون» بالمكسيك. وأشار البنك فيما يخص مشاريع الجزائر، إلى أنها تتمثل في 3 مشاريع ضخمة في مجال المحطات الكهربائية الهجينة، الطاقة الشمسية والغاز في كل من النعامة، حاسي الرمل والمغير. فمشروع المحطة الهجينة لحاسي الرمل بالقرب من الأغواط التي من المنتظر استلامها في شهر جانفي المقبل، يجري إنجازها بالقرب من حقل للغاز الطبيعي يعتبر أهم حقل طاقوي في الجزائر، ومن المتوقع أن يسمح هذا المشروع المنجز لحساب شركة «نيو أنيرجي ألجيريا» وهي فرع تابع للشركتين الوطنيتين للمحروقات «سوناطراك» والكهرباء والغاز «سونلغاز» وتقدر تكلفة إنجازه ب 315 مليون أورو، ومن شأنه استحداث حوالي 1000 منصب شغل ويفتح للجزائر آفاق تصدير الكهرباء نحو أوروبا. أما مشروع المحطة الكهربائية الهجينة للمغير فقد تم إطلاق دراسة الجدوى الخاصة بها هذه السنة وستبلغ طاقتها 470 ميغا واط منها 70 ميغا واط للقسم الشمسي، وفيما يخص محطة النعامة فقد تم إطلاق دراسات لتحديد مواقع لتوليد الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية في إطار مشروع «ايمبابور». وذكر البنك في تقريره أن اجتماعا للجنة الصندوق الخاص بالتكنولوجيات النظيفة عقد الأسبوع الماضي بالعاصمة الأمريكية "واشنطن"، خصص لتقييم إنجاز مجموعة أولى من هذه المشاريع الخاصة بالطاقات المتجددة التي باشرتها هذه الدول بقيمة إجمالية تقدر ب 2.4 مليار دولار أمريكي، وتتمثل الدول التي باشرت هذه البرامج في كل من الجزائر، تونس، المغرب، جنوب إفريقيا، مصر والأردن، تركيا، أندونيسيا، كازاخستان، المكسيك، الفلبين، تايلاندا، أوكرانيا والفيتنام. هذا ويشرف البنك العالمي على الصندوق الخاص بالتكنولوجيات النظيفة -الذي لا يزال يحمل اسم صندوق الاستثمارات المناخية- والمزود ب 5.2 مليار دولار أمريكي، حيث تتم إدارته عن طريق مجموعة البنك العالمي وبنوك أخرى متعددة الأطراف للتنمية، ويعد هذا الصندوق إجراء مؤقتا يرمي إلى تقديم تمويلات بنسبة فوائد ضعيفة لتعجيل المفاوضات الجارية حول التكنولوجيات ذات الانبعاث الكاربونية الضعيفة في إطار اتفاق عالمي جديد حول التغير المناخي. وتعتبر الطاقة الشمسية في الجزائر من بين أهم الطاقات على مستوى حوض المتوسط، كما أن استغلال هذا المصدر يمكن أن يساهم في اقتصاد النفط والغاز، لاسيما وأن الجزائر تتطلع إلى رفع حصة إنتاجها من الطاقات المتجددة في إنتاجها للكهرباء في أفاق 2015 بنسبة 6 بالمائة. «إنجيلا ميركل» في الجزائر العام المقبل لبحث مشروع «ديزرتيك» كشفت مصادر مؤكدة ل "الأيام" أن مفاوضات تجري بين الحكومة الجزائرية ونظيرتها الألمانية بخصوص التعجيل في طرح الوثيقة النهائية للتعاون المشترك لإنجاز مشروع «ديزرتيك» الأوروبي-متوسطي الذي يتخذ من الصحراء الجزائرية عاصمة له. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المستشارة الألمانية «إنجيلا مركيل» ستقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر العام القادم لتوضيح الرؤى حول اتفاقية إنجاز أكبر مشروع طاقوي في العالم سيحدث ثورة حقيقية في الاقتصاد العالمي ويعد بمثابة شريان لحياة جديدة سيشهدها العالم مستقبلا في إطار التخفيض من انبعاث الغازات الكربونية التي تهدد الأرض بانقراض الحياة على سطحها. و«ديزرتيك» مشروع للطاقة الشمسية في شمال إفريقيا مقترح من قبل مؤسسة «ديزرتيك» وتحت رعاية نادي روما، وقد قدرت تكلفته الاستثمارية ب 400 مليار أورو، سيعتمد على الطاقة الشمسية الحرارية وليس الخلايا الشمسية على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع في الصحراء الكبرى وتحديدا بالجزائر، بهدف تزويد دول أوروبية وإفريقية من خلال شبكة عظمى للألياف عالية التوتر تنطلق من عمق الجنوبالجزائري باتجاه وسط وجنوب أدغال إفريقيا وكذا نحو القارة الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط. فالمشروع يتضمن إقامة شبكة ضخمة متصلة من المرايا لتحويل أشعة الشمس إلى طاقة حرارية تسخن زيتا خاصا يستخدم في تشغيل توربينات بخارية لتوليد الكهرباء، ليتم بعدها نقل الكهرباء إلى أوروبا عبر خط كهرباء الضغط العالي الموجود حاليا بينها وبين شمال إفريقيا، ثم إلى باقي أنحاء القارة السمراء، حيث يمكن لهذا المشروع أن يوفر حوالي 15 بالمائة من احتياجات قارة أوروبا من الكهرباء ومن المتوقع الحصول على 20 جيغا واط بحلول العام 2020 و100 جيغا واط بحلول العام 2050. ويرى خبراء شركة «سيمنس» الألمانية أن تغطية 300 كيلومتر مربع من الصحراء الإفريقية بمرايا تجميع الطاقة الشمسية يمكن أن تنتج كهرباء تكفي احتياجات كوكب الأرض بأكمله، مع العلم أن المساحة الإجمالية لهذا المشروع في حدود 17 ألف كيلومتر مربع. يذكر أن الحكومة كانت قد رفضت في وقت سابق هذا المشروع باعتباره لا يخدم مصالح الجزائر، حيث كشفت دراسة أعدها معهد «فوبرتال» الألماني للطاقة والمناخ والبيئة أن المشاريع التي تنوي أوروبا إقامتها بشمال إفريقيا لتوليد الكهرباء لا تراعي مصالح البلدان المنتجة لهذه الطاقة، حيث أخذت هذه الدراسة مشروع '«ديزرتيك» وصحراء الجزائر كعينتين. كما اشتدت أوجه الاختلاف بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، حول ملف توسيع المساحة الإجمالية للمشروع ليشمل بلدان الجوار وهو ما رفضته الجزائر لاسيما ما تعلق بإدراج "الصحراء الغربية" مع المغرب ما يدعم عمليات نهب جديدة لخيرات الشعب الصحراوي. «سيفيتال» تستثمر 8 مليارات دولار لإقامة مجمعات طاقوية من جهة أخرى يعتزم مجمع «سيفيتال» توسيع استثماراته واقتحام مجال الطاقة الشمسية، حيث من المنتظر بالتعاون مع بعض المستثمرين الأجانب إقامة مجمعات طاقوية بالجنوب، من المنتظر أن تزيد تكلفتها عن 8 مليارات دولار أمريكي، قصد تصدير الكهرباء إلى القارة الأوروبية التي تعاني عجزا حادا في هذا المجال. وأعرب عديد المستثمرين الدوليين عن اهتمامهم الشديد باستخدام ضوء الشمس المتوفر في شمال إفريقيا، لاسيما بالجزائر التي تزيد شساعة الصحراء بها عن 80 بالمائة من المساحة الإجمالية، بهدف إمداد أوروبا المتعطشة للطاقة. وتعمل «سيفيتال» على إعداد مشاريع طاقوية ضخمة من بينها محطة لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء تبلغ طاقتها 2000 ميغاواط، حيث سيعادل إنتاج الكهرباء التي سيولدها المشروع نفس إنتاج محطة كهرباء نووية أمريكية متوسطة الحجم تقريبا. وبالمقابل، تعتزم الشركة الألمانية المتخصصة في مجال الطاقة الشمسية «سونارجى جى أم بى أش» تطوير مصنع بالجزائر بطاقة إنتاج تقدر ب 5 آلاف طن من «السيليسيوم الشمسي» بكلفة تصل إلى 380 مليون أورو، وهو مشروع انبثق عن مذكرة تفاهم حول تطوير الطاقة الشمسية بين وحدة تطوير تكنولوجية «السيليسيوم» الجزائرية التابعة لمركز تطوير التكنولوجيات المتقدمة، وشركة «سونارجى جى أم بى أش»، وتنص على تحويل التكنولوجيا وتدريب الموظفين وبعث المسارات والموارد وتطوير التكنولوجيات التى تميز السلسلة الشمسية لاسيما «السيليسيوم الشمسي» والخلايا الشمسية، هذه المادة التي عرفت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا حيث انتقلت من 20 دولار أمريكي للكيلوغرام سنة 2001 إلى أكثر من 450 دولار أمريكي سنة 2008. وتُحتكر حاليا هذه التكنولوجيا المتطورة من طرف بعض الشركات التي تراقب الأسواق العالمية، وهو ما سيجعل الجزائر مستقبلا طرفا في هذا النوع من العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال تحويل هذه المادة نحو الجزائر عن طريق شركة «سونرجى» التي تتميز بعلاقاتها مع شركات عالمية رائدة في هذا المجال، والتي تتّخذ من مدينة ميونيخ في ألمانيا مقرا لها، وقد قام بإنشائها ويشرف حاليا على تسييرها الخبير الجزائري «حسين ناصر بوعابسة». «سيدي عبد الله» تحتضن أكبر برج عالمي للطاقة الشمسية وفي الجزائر العاصمة تم التوقيع على عقد اتفاق تعاون وشراكة من قبل المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالجزائر مع الشريك الألماني لإعداد الدراسة والتصميم المتعلقين بانطلاق عملية إنجاز أكبر برج عالمي للطاقة الشمسية بالمدينة الجديدة «سيدي عبد الله»، هذا الصرح العلمي الكبير الذي سيسمح بإنتاج ما يسمى بكهرباء الطاقة الشمسية فضلاً على اعتماده كتجربة علمية رائدة يمكن الاستفادة منها على المستويين العربي والإفريقي بالنظر للتكنولوجيا العالية التي سيعمل بها هذا البرج. وسيساعد البرج في عملية الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية التي تتميز بها الجزائر كما سيسمح هذا المشروع - حسب الجهات المشرفة عليه- بتعميم الاستفادة من تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية ولاسيما بالمناطق الصحراوية الشاسعة حيث تزيد درجة الحرارة على الأربعين وتبلغ عتبة الخمسين درجة في فصل الصيف بعمق الصحراء الجزائرية. وتسعى الجزائر من خلال هذا المشروع إلى اقتحام تجربة جديدة في مجال الطاقات المتجددة من خلال المزاوجة بين الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية، علماً أن عملية التهجين بين الطاقتين الغازية والشمسية من شأنها إنتاج ما يساوي 20 ميغاواط من الكهرباء وهي كمية معتبرة -حسب المختصين- قد تجعل الجزائر أكبر بلد منتج لهذا النوع من الطاقة. ..وتيبازة تحتضن ثالث أكبر برج للطاقة الشمسية في العالم برمجت المديرية العامة للبحث العلمي والتطور التكنولوجي بوزارة التعليم العالي مشروع إقامة برج للطاقة الشمسية في ولاية تيبازة، وهو الثالث من نوعه في العالم، حيث سيتم إنجاز هذا البرج التجريبي، الذي يتوفر على محطة للبحث في مجال الطاقة الشمسية بسماحة قدرها 20 هكتاراً على مقربة من المركز الجامعي، وتقدر طاقته ب15 ميغاواط، بدلا من 3 ميغا واط كما كان مقررا في الدراسة الأولية للمشروع في البداية، كما سيوجه هذا المشروع لتكوين باحثين قادمين من مختلف بلدان العالم، وتقدر طاقة استيعابه ب100 باحث، وسيتم تمويل هذا المشروع من طرف الجزائر ووزارة البيئة الألمانية في حدود 50 بالمائة لكل منهما. يذكر أن برج الطاقة الشمسية هو عبارة عن محطة للطاقة المتجددة تخزن الهواء الساخن بواسطة الشمس ويقوم بتحريك الدوالب لإنتاج الكهرباء وقد ابتكرت هذه الطريقة من طرف الألماني «جورغ شلايش».