يصل البحارة الجزائريون، الذين أُطلق سراحهم، أول أمس، لميناء مومباسا بكينيا، بعد أربعة أيام، ليتم ترحيلهم للجزائر جوا مرورا بأوروبا، حسب ما أفادت به مصادر مقربة من عائلات البحارة. فيما لم يتم الكشف عن تفاصيل الإفراج عنهم، وعن الدوافع التي كانت وراء إطلاق سراحهم من قبل القراصنة بالصومال. عودة البحارة الجزائريين لن تكون إلا بعد عدة أيام، حيث قالت مصادر مطلعة تتابع الملف، إن سفينة ''أم في البليدة'' ستصل إلى السواحل الكينية بعد ثلاثة أيام من الإبحار، في حال لم يصادفها أي مشكل تقني. حيث قالت نفس المصادر ''السؤال المطروح هو هل سفينة البليدة، بعد أكثر من 11 شهرا من التوقف، سيمكنها الوصول إلى كينيا دون أي مشكل؟''، وأضافت مصادرنا: ''عودة البحارة إلى أرض الوطن لن تكون إلا بعد عدة أيام، فبعد بلوغ ميناء مومباسا الكيني، سيتم ترحيلهم جوا إلى الجزائر عبر أوروبا''. وعند اتصالنا ببعض عائلات البحارة، قالت زوجة أحدهم: ''سمعنا بالخبر السار، قبل أن تتصل بنا السلطات أو مسؤولي الشركة، وهذا بعد اتصال أحد البحار بزوجته طالبا منها إعلام بقية العائلات بأنه تم إطلاق سراحهم منذ لحظات، دون أن يقدم تفاصيل أكثر عن ظروف العملية''. وتبقى دوافع إقدام القراصنة الصوماليين على إخلاء سبيل السفينة وإطلاق سراح ال 25 بحارا من بينهم 16 جزائريا، غامضة حيث أكدت السلطات الجزائرية، عبر الناطق الرسمي لوزارة الخارجية عمار بلاني، أن الجزائر لم تدفع فدية، ونفس التأكيدات أطلقها السيد منصوري، مدير شركة ''أي بي سي'' صاحبة سفينة ''البليدة''، الذي صرح بأنه لم يتم دفع أي فدية للقراصنة. ليبقى من الناحية ''الرسمية'' لغز إطلاق سراح البحارة كاملا، حيث قالت مصادر ''من الصعب التفكير بأن القراصنة أطلقوا سراح البحارة دون مقابل بعد 10 أشهر من الاحتجاز''. وكانت سفينة ''البليدة''، وعلى متنها 25 بحارا من بينهم 17 جزائريا، اختطفت من قبل قراصنة صوماليين في الفاتح جانفي المنصرم، وظل المختطفون يطالبون، عبر البحارة الذين كانوا يتصلون بذويهم، بصفة دورية، بدفع فدية مقابل إطلاق سراحهم، وهو ما رفضته الجزائر، بحكم أنها كانت وراء الاتفاقية الدولية لتجريم دفع الفدية. وظلت عائلات البحارة تطالب بالتعجيل بتحرير أبنائها في اعتصامات عديدة خلال الأشهر الماضية، واستمر الوضع على حاله، إلى غاية إطلاق بحار جزائري الشهر المنصرم لدواع إنسانية، ومنذ ذلك التاريخ التزمت العائلات الصمت، في سلوك محير بعد أن ظلت تنظم اعتصامات واحتجاجات بانتظام منذ اختطاف البحارة. وقد يفسر الأمر بحصول العائلات على ضمانات بقرب الإفراج عن ذويها من خلال صفقة تجهل تفاصيلها.