16 بحارا جزائريا لا زالوا في قبضة القراصنة الصوماليين أفرج القراصنة الصوماليون، ليلة أول أمس، على البحار الجزائر توجي عز الدين، 52 سنة، بعد أكثر من 10 أشهر من الاختطاف رفقة 16 بحارا جزائريا. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، إن الإفراج تم ل''دواع إنسانية''. بعد أكثر من 10 أشهر من اختطاف سفينة ''أم.في.البليدة'' وعلى متنها 17 بحارا جزائريا وآخرون من جنسيات مختلفة، نزل أول خبر سار بالإفراج عن أحد الجزائريين من قبل القراصنة لدواع إنسانية، ويتعلق الأمر بالبحار توجي عز الدين، 52 سنة، متزوج وأب لخمسة أطفال، من بلدية دلس بولاية بومرداس، حيث تشير المعلومات إلى تدهور الحالة الصحية للمعني، دون أن يشكل ذلك خطرا على حياته، حسب بيان وزارة الخارجية والمعني نفسه الذي تحدث إلى ذويه في مكالمة هاتفية أمس. المفرج عنه قضى 32 سنة عمل كبحار، وكان يعتزم، حسب أفراد عائلته، التقدم بطلب الإحالة على التقاعد، بعد سنين من العمل جاب فيها كل محيطات العالم. وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها، فإن الإفراج عن البحار الجزائري وزميل له من جنسية أوكرانية، تم بواسطة منظمة غير حكومية، لينقل البحاران بعدها على متن سفينة حربية للقوات الدولية المرابطة بالمنطقة، والتي أنشئت من قبل عدة دول لمحاربة ظاهرة القرصنة. ولم يتم تقديم أي تاريخ لعودة السيد توجي لأحضان ذويه، غير أن هذا لن يكون إلا بعد أن يسترجع عافيته قليلا على ما يبدو بأحد مستشفيات جيبوتي أين كان سينقل لتلقي العلاج. الأكيد أن الإفراج عن السيد توجي، سيثلج صدر العائلات بالرغم من أنه لا يعني بالضرورة تسارع الأحداث والإفراج عن البقية، طالما أن إطلاق سراح البحار البالغ من العمر 52 سنة كان لأسباب صحية. القراصنة يصرّون على الفدية وينتظر البحارة الجزائريون الإفراج عنهم من قبضة مختطفيهم منذ الفاتح جانفي، حيث يشترط القراصنة الصوماليون دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم، وهو المطلب الذي ترفضه السلطات الجزائرية جملة وتفصيلا، خاصة بعد أن كانت الجزائر وراء إطلاق اتفاقية دولية تحرّم الفدية، لترمى الكرة في منطقة شركة ''أي.بي.سي'' صاحبة السفينة، التي ظل مسؤولوها يؤكدون لعائلات البحارة أن المفاوضات متواصلة مع الخاطفين دون أن يسجل أي تقدم. في المقابل ظل البحارة ينقلون لذويهم عبر مكالمات هاتفية تدهور حالتهم الصحية، لدرجة جعلتهم يفكرون في الانتحار الجماعي. وحسب بعض العائلات التي اتصلنا بها أمس، فإن خبر الإفراج عن السيد توجي أعاد إليهم بصيص الأمل، كما أكدوا العودة للاعتصام أمام مقر شركة ''أي.بي.سي'' لتعجيل وتيرة المفاوضات ودفع الفدية لتحرير ذويهم من الجحيم الذي يكابدونه منذ 10 أشهر. قال السيد نور الدين توجي، شقيق عز الدين توجي، إنه تكلم، صبيحة أمس، مع أفراد عائلته وطمأنهم على حالته الصحية، وهذا ساعات بعد الإفراج عنه وقال المتحدث ''علمنا بخبر الإفراج عن شقيقي من قبل مدير شركة ''أي.بي.سي''، ليلة أول أمس، وبالطبع لم تسعنا الفرحة بعد عدة أشهر من اختطافه''. وأضاف ''المكالمة التي جمعتنا بشقيقي لم تدم طويلا، طمأننا فيها عن حالته الصحية رغم أن الإفراج عنه جاء لدواع صحية، ولم يتسن لنا خلال تلك المكالمة القصيرة معرفة المزيد ولا الحصول على معلومات عن باقي المحتجزين''. وقال السيد نور الدين إن شقيقه نقل على متن سفينة حربية للقوات الدولية المرابطة بالمنطقة على أن ينقل سهرة أمس لجيبوتي، قبل أن يلتحق بأرض الوطن خلال الأيام المقبلة''.