يُنتظر أن تعرض وكالة الطاقة النووية، غدا الأربعاء، تقريرا تكشف فيه أدلة تزعم بلوغ إيران المرحلة النهائية لتصنيع القنبلة النووية. في الوقت الذي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى توحيد موقف حكومته، وحشد الرأي العام الداخلي لقصف مواقع عسكرية إيرانية، بعد تأكيد خبر نجاح تجارب إيران في إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. وجاء الرد الإيراني على التهديدات الإسرائيلية وتسريبات تقرير وكالة الطاقة النووية على لسان الرئيس محمود أحمدي نجاد، حيث صرح لجريدة ''الأخبار'' المصرية، الصادرة أمس، قائلا إن ''إيران تزداد قدرة، وقد أصبحت قوة تخشاها أمريكا، ولذا يحاولون حشد العالم لعملية عسكرية لإيقاف دورها''، موضحا بخصوص التهديدات الإسرائيلية ''ستكون إسرائيل الخاسر الأكبر من أي تحرك عسكري قد تقوم به ضد إيران''. وفي غضون ذلك، أكدت صحف إسرائيلية أن رئيس الوزراء يسعى لإقناع بقية طاقمه الحكومي لتنفيذ ضربة عسكرية، على اعتبار أن غالبية أعضاء الحكومة ترفض هذا الطرح. وهو موقف العديد من الدبلوماسيات الغربية، على غرار الخارجية الفرنسية التي عبّرت عن رفضها لأي رد فعل عسكري فردي من طرف إسرائيل، في إشارة إلى أن الدول الغربية تفضل رفع سقف العقوبات الاقتصادية على إيران. وفي ذات السياق، جاء الموقف الروسي، أيضا، رافضا لأي منطق عسكري ''من شأنه جرّ المنطقة لحرب غير محسوبة العواقب''، على حد تعبير وزير خارجية روسيا سيرغاي لافروف. وعاد الملف النووي الإيراني لواجهة الأحداث مع اقتراب موعد نشر وكالة الطاقة النووية لتقرير تؤكد فيه أن إيران استفادت من مساعدات أجنبية، في مقدمتها روسية وباكستانية، لتصنيع جهاز تفجيري تم تصنيعه في قاعدة ''برتشين'' العسكرية الإيرانية. مع العلم أن التقرير يشير إلى أن تصنيع هذا النوع من جهاز التفجير يؤكد استعمال إيران للطاقة النووية لأغراض عسكرية، على عكس ما أكده وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، من أن بلاده ملتزمة باستعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية، بخلاف ما تسعى الدعاية الغربية للترويج له، مؤكدا أن ''مسألة النووي الإيراني مسألة سياسية تثبت خوف الغرب من صعود إيران قوة إقليمية''. من جانب آخر، أكد الرسميون الإيرانيون أن كل الوثائق والدلائل الواردة في التقرير المزمع نشر أجزاء منه ''مزورة وملفقة''، داعين المدير العام لوكالة الطاقة النووية، الياباني يوكيا أمانو، لعدم التورط في مخططات سياسية. في إشارة إلى أن مصدر المعلومات المتوفرة لدى الوكالة هي وكالات استخباراتية أجنبية، ما يجعلها بعيدة عن المصداقية، في تذكير للمعلومات المغلوطة التي ورطت الولاياتالأمريكية في تدخلها العسكري ضد العراق.