ملك الأردن يدعو الأسد للتنحي والاتحاد الأوروبي يطالب بتحرك دولي يجتمع، بعد يوم غد الأربعاء، بالعاصمة المغربية الرباط، وزراء الخارجية العرب، في لقاء يقيمون فيه تطورات الأحداث في سوريا، بعد أيام من تعليق عضويتها في الجامعة العربية. وسيحضر هذا الاجتماع وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الذي أصبحت بلاده طرفا فاعلا في الأزمة إن لم تكن أهم طرف فيها، خاصة بعد أن أصبحت مواقفها متطابقة مع مواقف البلدان العربية المساندة للشارع السوري المنتفض ضد نظامه. وضمن هذا السياق، تسربت تقارير إعلامية تحدثت عن تبلور خطة تركية لإقامة منطقة عازلة بعمق خمسة كيلومترات داخل سوريا، ستستخدم كموطئ قدم ل''تحرير'' سوريا من نظام الأسد. وإذا ما تأكد هذا ''الخبر المسرب''، فإننا أمام خطة معدة مسبقا، وما الإجراءات الحالية واللاحقة إلا تفاصيل جزئية لن تؤخر ولن تقدم في شيء. اجتماع الرباط سيقيم مدى التقدم الذي تكون السلطات السورية قد أحرزته باتجاه تطبيق خطة العمل العربية، التي تطالب حكام دمشق، في أهم بنودها، بسحب الوحدات العسكرية من الشوارع والمدن، وقد قبلت بها دمشق بصفة رسمية بداية هذا الشهر، غير أنها لم تلتزم بها عمليا، ما دفع بجامعة الدول العربية إلى اتخاذ قرار التعليق المعروف والمثير للجدل. المنتظر من اجتماع غد، حسب التوجهات القائمة في الظرف الحالي وموازين القوى، هو أن يتخذ وزراء الخارجية العرب خطوات تصعيدية، إلا في حالة إقدام دمشق على إعادة حساباتها وسحب آلياتها العسكرية من الشارع. وفي السياق، قررت الجامعة العربية إرسال 500 ملاحظ عربي إلى سوريا بينهم حقوقيون وإعلاميون وملاحظون عسكريون. واتخذ القرار أمس في القاهرة خلال اجتماع ترأسه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. من جانبه، ضيق الاتحاد الأوروبي الخناق على سوريا، أمس، وفرض مجموعة جديدة من العقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد، شملت 18 شخصية من النظام. ودعا الأممالمتحدة للتحرك لحماية المدنيين بعد ثمانية أشهر من سفك الدماء. أما داخل سوريا، فقد بدأ خطاب السلطة الرسمي يتراجع من حيث الحدة، بعد أن دعت اللجنة الوزارية العربية، التي يترأسها وزير خارجية قطر، إلى زيارتها، بعد أن هاجمته بأعنف الأوصاف. وفي هذا الشأن، قال وزير خارجية سوريا، وليد المعلم، إن دمشق ترحب بقدوم اللجنة الوزارية العربية إليها قبل السادس عشر من الشهر الحالي، وهو اليوم الذي يبدأ فيه سريان قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة. هذه التطورات جاءت بعد أن صنفت سوريا اللجنة الوزارية المذكورة في خانة العملاء وحاملة أجندة أمريكية صهيونية. وعن قرار تعليق عضوية بلاده، قال المعلم، في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بدمشق، إن ''قرار تعليق عضوية سوريا في مجلس الجامعة العربية وما تضمنه من بنود أخرى يشكل خطوة بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل العمل العربي المشترك، وعلى مقاصد مؤسسة جامعة الدول العربية ودورها''. كما استبعد الوزير أية إمكانية لإعادة التجربة الليبية ببلاده، واعتذر في ذات الندوة على الهجوم الذي تعرضت له سفارات وقنصليات كل من السعودية وقطر وفرنسا. في تطور آخر، دعا ملك الأردن، عبد الله ابن الحسين، الرئيس السوري إلى التنحي من أجل مصلحة بلاده. وقال العاهل الأردني في مقابلة تلفزيونية له مع قناة ''أي بي سي'' الأمريكية: ''لو كنت مكانه لتنحيت، وكنت سأتنحى وأعمل على ضمان أن تكون للشخص الذي يأتي بعدي القدرة على تغيير الوضع الراهن الذي نراه''. وقال كذلك: ''على لأسد أن يفتح حقبة جديدة من الحوار السياسي قبل أن يتنحى''.