تشارك الجزائر غدا، ممثلة في وزير خارجيتها مراد مدلسي، بالرباط، في منتدى التعاون العربي التركي، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الخارجية، أمس، كما سيشارك مدلسي أيضا في نفس اليوم في الاجتماع الوزاري العربي حول سوريا. يبحث منتدى التعاون بين الدول العربية وتركيا جملة من القضايا التي تهم العلاقات التركية العربية في المجال التنموي والاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن البحث عن آليات الشراكة بين تركيا والدول العربية، إلا أن الأهم في اللقاء هو دراسة سبل تنسيق مواقف الطرفين حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ولعل أبرز الملفات الإقليمية التي تشغل الساسة في العالم العربي والتركي معا هي الأزمة السورية التي دخلت مرحلة جديدة بعد إعلان المجلس الوزاري العربي الاستثنائي المنعقد في القاهرة مطلع الأسبوع على هامش أشغال اللجنة العربية لمتابعة الأزمة السورية، تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية اعتبارا من يوم غد، بسبب عدم التزام السلطات السورية بالمبادرة العربية لحل الأزمة. ويتفق القرار العربي مع التصريحات التركية منذ اندلاع الأزمة السورية، حيث هددت تركيا في العديد من المناسبات على لسان رئيس وزرائها الطيب أردوغان باتخاذ عقوبات ضد نظام بشار الأسد، وأعربت أنقرة أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث في تركيا، خاصة وأن تركيا استقبلت المئات من اللاجئين السوريين، واحتضنت المعارضة السورية ممثلة في المجلس الانتقالي السوري.، وهو ما يعني أن الطرفين قد يتفقان على موقف موحد للضغط على السلطات في دمشق. ومعلوم أن وزير الخارجية مراد مدلسي سيدافع عن وجهة نظر الجزائر المدعومة من طرف مصر ومن قبل بعض الدول العربية والقاضية بتجنيب الملف السوري التدويل عكس ما تسعى له الدول الخليجية، فقد صرح مدلسي أول أمس مع نظيره المصري، أن البلدين يعتقدان أن المبادرة العربية ما تزال حية وبإمكانها حلحلة الأزمة السورية، إلا أن هذا الموقف حسب المتتبعين سيظل مرهونا بمدى استجابة نظام الأسد للمبادرة العربية التي تعتبر الفرصة الأمثل لعدم تدويل الأزمة السورية. من جهة أخرى سبقت السلطات السورية اجتماع الرباط بالدعوة إلى قمة عربية طارئة لبحت الأزمة السورية وهو ما يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن نظرا لاتساع الهوة بين الدول العربية.