أجلى رجال شرطة مدينة نيويوركالأمريكية محتجي حركة ''احتلال وول ستريت''، من متنزه زوكوتي بالحي المالي في المدينة، في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء، لمنعهم من مواصلة اعتصام دام منذ سبتمبر الماضي. وقد استلزم الأمر تدخل رجال شرطة المدينة، الذين ارتدوا الخوذات وحملوا الدروع لتوقيف الحركة الاحتجاجية. وبدأت عملية الإجلاء في الساعة الواحدة صباحا واستمرت حتى إخراج آخر محتج، حوالي الساعة الرابعة والربع صباحًا، تبعها إزالة أكوام من مخلفات عملية الاحتجاج في المنتزه. وأكد المتحدث باسم شرطة نيويورك، بول براون، أن نحو 70 محتجًا اعتقلوا في المنتزه خلال عملية الإجلاء الليلية، لتحديهم أمر الرحيل، كما اعتقل عدد آخر على مقربة من المكان، مضيفا أن الغالبية قد رحلت طواعية. وسلطت قوات الأمن أضواء ساطعة على المنتزه وعملت على إبعاد الناس عن الموقع بعد أن طوقته. وأعلن مسؤولو الشرطة أن المحتجين بوسعهم العودة مرة أخرى بعد تنظيف المنتزه، لكن عليهم الالتزام بأحكام تحظر الخيام ونشر المعلقات. وقبل تدخل رجال الشرطة، وزعت سلطات مدينة نيويورك ومكتب ممتلكات بروكفيلد الذي يملك المنتزه، منشورات تعلم المحتجين أنه سيتم إخلاء المنتزه لتنظيفه بعد الساعة الواحدة صباحًا. وجاء في المنشورات أن مدينة نيويورك ومكتب بروكفيلد يعتبران أن ''استمرار احتلال منتزه زوكوتي يشكل خطرًا متصاعدًا على صحة وسلامة المعتصمين في المنتزه وعلى المجتمع المحيط به''. وأفاد مكتب رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبرج، بأنه على المحتجين أن ''يغادروا مؤقتًا'' المنتزه ويزيلوا خيامهم. وبعد أن بدأ الجلاء أكد عمدة المدينة أن الوضع لم يعد يحتمل، ما وجب فض الاعتصام. وقد بدأت حركة ''احتلال وول ستريت'' في نيويورك في 17 سبتمبر، احتجاجًا على عدم تكافؤ الفرص الاقتصادية وتجاوزات النظام المالي، الذي يقولون إنه يفيد في الأساس الشركات والأثرياء. وفي هذا السياق، فجرت الحركة احتجاجات مماثلة في أنحاء البلاد، وفي بعض الحالات أدت هذه الاحتجاجات إلى اشتباكات عنيفة بين المحتجين والشرطة. وكانت الشرطة الأمريكية قد اعتقلت 42 شخصا ينتمون للحركة هذا الأسبوع، في كل من سانت لويس وسولت ليك سيتي ودينفر، علاوة على تفكيك بعض مخيماتهم. وسبقت هذه الخطوة، عمليات نفذتها الشرطة الأمريكية في العديد من المدن بفض الاعتصامات في عدة مدن أمريكية، بعدما شهد هذا الأسبوع مقتل أربعة أشخاص.