دعا وزير الطاقة و المناجم يوسف يوسفي امس بوهران إلى برمجة "استثمارات ثقيلة و طويلة الأمد" في مجال إنتاج الطاقات المتجددة. و ذكر يوسفي في كلمة ألقاها خلال إفتتاح لقاء "اليوم الجزائري للطاقة" في إطار أشغال اليوم الثاني من الجمعية التنفيذية للمجلس العالمي للطاقة بحضور رئيسها بيار قادوناكس أن برمجة مثل هذه الإستثمارات السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المستقبلية لاستهلاك الطاقة في العالم. و اعتبر الوزير أن الإستثمار في البحث و التطوير التكنولوجي في مجال الطاقات المتجددة أصبح ضرورة ملحة للحفاظ مستقبلا على المصالح الإقتصادية من جهة و مواكبة الحاجيات المتطورة لسكان العالم في مجال الطاقة و التنمية الإجتماعية و البشرية و حماية التوازنات المناخية من جهة ثانية. و حث يوسفي أيضا على ضرورة ترقية الشراكة و التعاون الدولي في مجال تطوير الطاقات المتجددة لا سيما الشراكة ما بين القطاعين "العام و الخاص". و أعرب الوزير في نفس السياق عن أمله في أن يكون للمجلس العالمي للطاقة دوره الكبير في التحفيز و التشجيع نحو الإستثمار الثقيل و الطويل المدى في ميدان الطاقات المتجددة و العمل على إجراء نقاشات و تحاليل مفيدة حول تطورات تكلفة الحصول على الطاقة في ظل التحديات و التغيرات المطروحة في هذا الميدان. و بالنسبة للجزائر قال الوزير أن "الدولة تدعم الإستثمار في هذا المجال بشقيه العمومي و الخاص و تخطط لأن يكون حجم مساهمة الطاقات المتجددة كبير مع آفاق 2030 التي يرتقب أن يبلغ معدل إنتاجنا للطاقة بالاعتماد على هذه الصيغة الصديقة للبيئة نحو 22 ألف ميغاواط منها 10 آلاف وحدة سيتم توجيهها نحو التصدير". و ثمن يوسفي مثل هذه التظاهرات التي تنظم سنويا على هامش المؤتمرات العالمية المنظمة مرة كل ثلاث سنوات حيث أعتبرها منتدى مفتوحا لتطوير القطاع الطاقوي في العالم و مواكبة المتطلبات و التحديات و إتاحة للخبراء مجالا للنقاش و تبادل الخبرات و التجارب و التصورات و إيجاد الحلول المناسبة. ومعلوم أن السياسة الطاقوية بالوطن والإستراتيجية الجزائرية لتطوير القطاع الطاقوي تعد من أبرز المحاور التي سيتناولها هذا اللقاء الذي سيشهد تقديم مداخلات عديدة منها "سوناطراك : فاعل طاقوي بحجم عالمي" و"التحول الطاقوي وبرنامج تطوير الطاقات المتجددة بالجزائر : دور سونلغاز" بالإضافة إلى "مكانة البحث والتنمية والتكوين بقطاع الطاقة". وللإشارة يشارك في فعاليات الجمعية التنفيذية للمجلس العالمي للطاقة بوهران وفود أزيد من 40 بلدا من مختلف قارات العالم لمناقشة وتقييم راهن انتاج واستهلاك وتأثير الطاقة. وتمثل هذه الوفود اللجان الطاقوية لبلدانهم العضوة ضمن المجلس العالمي للطاقة على غرار اللجنة الجزائرية للطاقة التي يرأسها الرئيس المدير العام لمجمع سونالغاز نور الدين بوطرفة. من جهة اخرى نفى وزير الطاقة و المناجم يوسف يوسفي مغادرة شركات نفطية اجنبية للجزائر. ورد يوسفي على صحفي طلب منه على هامش افتتاح "اليوم الجزائري للطاقة" تاكيد اخبار صحفية تشير الى انحساب شركات نفطية اجنبية من السوق الجزائرية قائلا "لم تغادر اي شركة اجنبية الجزائر انكم تخلطون كل الامور". و اضاف الوزير "على العكس هناك شركات جديدة ستصل و نحن نعمل في تناغم تام" مع المؤسسات الموجودة حاليا في الجزائر. وكانت صحف الكترونية قد اشارت الى ان الشركة البريطانية " بريتيش غاز" تستعد لمغادرة الجزائر في نهاية شهر ديسمبر بعد فشل المفاوضات مع مجمع سوناطراك حول استغلال حقل الغاز حاسي با حمو.