افتتحت أمس بمركز الاتفاقيات بمدينة وهران فعاليات الجمعية التنفيذية للمجلس العالمي للطاقة بحضور وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي ورئيس الجمعية التنفيذية السيد بيار قادوناكس، بمشاركة أزيد من أربعين (40) وفدا من دول افريقية وأوروبية وآسيوية وأمريكية على غرار الجزائر التي يرأسها الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز السيد نور الدين بوطرفة وتونس ومصر ونيجيريا وفرنسا وروسيا والصين وكندا وكوريا. وسيناقش الخبراء الممثلون لهذه الدول الأعضاء في المجلس العالمي للطاقة عددا من المسائل المرتبطة بمجالات الطاقة لا سيما انتاجها وتصنيعها وتطوراتها التكنولوجية ومدى تأثيرها على المحيط وآفاق تطوير الطاقات المتجددة الصديقة للبيئة. كما سيتناول المشاركون خلال هذه التظاهرة في إطار موائد مستديرة وخلال جلسات وورشات تقنية دراسة وتقييم مستويات الإنتاج الطاقوي ومدى تلبيتها للحاجيات المتطورة للسكان خاصة وأنه يتوقع إرتفاع الطلب على الطاقة بنسبة 40 بالمائة مع حدود .2020 أكد السيد يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة انعقاد الجمعية التنفيذية للمجلس العالمي للطاقة أن لقاء خبراء الطاقة بالجزائر يدخل في إطار العمل الدائم لمواجهة التحديات التي جعلت من الجزائر بلدا يتمكن من التوصل الى تغطية 98 بالمائة من التراب الوطني بالكهرباء، ومن هذا المنطلق فإن المجهودات الكبيرة التي ما فتئت تبذلها السلطات العمومية الجزائرية لجعل الطاقة واحدة من الحقائق التي اصبحت في متناول الفئة الغالبة من الجزائريين سواء في المدن أو الارياف. إن الاهتمامات الرئيسية حسب السيد يوسف يوسفي تكمن في ضرورة اقتراح ودراسة كل الطرق والوسائل التي من شأنها ان تجسد هذا النمو والتطور في الميدان لفائدة المواطن واستغلاله الفعلي للطاقة في كل احتياجاته اليومية ولكن في المجال الدائم. كما ركز السيد يوسفي على الدور الذي يجب ان تلعبه هذه اللقاءات في العمل على تحقيق الآمال التي يطمح إليها كل واحد في العيش الكريم حسب الاحتياجات والامكانيات المتاحة ومن ثم فإن الدور الذي يجب ان يلعبه المجلس العالمي للطاقة مهم جدا في تحقيق هذه الاهداف والاستراتيجيات خاصة وان الطلب على الطاقة يزداد يوما بعد يوم الامر الذي يفرض المراجعة اليومية والدائمة لما تم ويتم تحقيقه في المجال الطاقوي الذي من دونه لا يمكن للآلة الانتاجية ان تتحرك اصلا وهو الامر نفسه الذي ذهب إليه السيد نور الدين بوطرفة في كلمته بصفته رئيس المجلس الجزائري للطاقة والمدير العام لمؤسسة سونلغاز حين اختصر مداخلته بالتأكيد على ان العمل لا يجب ان يتوقف وانما هو مبني على الاستمرارية في البحث والدراسة والتحليل والاستجابة الكلية للاحتياجات القاعدية للمواطن كما اكد على ضرورة اغتنام كل الفرص المتاحة من اجل توطيد اواصر العمل والمحبة والصداقة مع كل المتعاملين في العالم الذي اصبح فعلا قرية صغيرة بفعل الاحتياجات المتشابهة لكل الشعوب في الشمال أو الجنوب. أما السيد بيار قادونيكس رئيس المجلس العالمي للطاقة فقد اكد خلال المداخلة التي ألقاها بالمناسبة على ضرورة مواصلة العمل في نفس الاطار والسياق من اجل البحث على الطاقات المتجددة والبديلة من اجل تجسيد نظام طاقوي دائم ومستديم حسب الآفاق الجزائرية التي تعتبر واحدة من الرواد في هذا المجال الذي يتطلب الاستفادة من التجارب السابقة لمختلف الفاعلين في مجالات البحث والدراسة مع ضرورة تفهم كل المعطيات الخاصة بكل دولة على حدة. إن لقاء وهران جسد بصورة فعلية التعاون الحقيقي ما بين مختلف الحكومات على المستوى العالمي والإقليمي كما أعطى الفعالية المطلوبة الواجبة ما بين الحكومات والمصنعين لحماية البيئة والمحيط من التلوث وهو الأمر الذي يمكن من تحقيق نمو فعال وهادف حتى تتمكن الدول النامية من تحقيق برامجها التنموية والتمكن من الحصول على برامج طاقوية تساعد في تحقيق التنمية المستدامة، علما بأن الاستهلاك العالي للطاقة بالصيغة الحالية مليء بالتناقضات ويتسم باللاعدل وهو ما يسعى أعضاء المجلس العالمي للطاقة على تحسينه خاصة وأن المؤشرات التنموية العالمية تؤكد بأن الطلب العالمي على الطاقة سيرتفع خلال العشريتين القادمتين بما يعادل 50 في المائة. ومن هذا المنطلق فإن ارتفاع الطلب على الطاقة من شأنه أن يخلق العديد من الاختلالات ما بين الدول الغنية والفقيرة أو المنتجة ونظيراتها المستهلكة وهو ما جعل المجلس العالمي للطاقة يحدد لنفسه هدفا واستراتيجية عمل الى غاية سنة.2050 ولتسيير الفترة الحالية إلى غاية إيجاد بدائل طاقوية متجددة تتطلب تمويلا يعادل 20 مليار دولار في حدود ,2030 إضافة الى برامج سياسية واضحة المعالم والتصورات والأهداف. ومقابل وجود بعض الدول المنتجة للطاقات البديلة أو المتجددة مثل الصين والولايات المتحدة فإن الجزائر بما تملكه من طاقة شمسية بإمكانها كما قال احد الخبراء والمختصين خلال تدخله في إحدى ورشات العمل أن تنير كل القارة الأوروبية وهو نفس الامر الذي ذهب إليه لستر براون رئيس معهد ارث بوليسي المختص في التنمية المستدامة بأن برنامج ديزرتيك الطموح الذي تسعى الجزائر إلى تجسيده في مجال إنتاج الطاقة الشمسية والذي بإمكانه تغطية كل دول المغرب العربي وشمال القارة الإفريقية وجزء من آسيا وأوروبا. يذكر ان الأشغال وزعت على ورشتين اثنتين، الاولى برئاسة السيد رابح طويلب المدير العام للاستراتيجية والبحث بشركة سونالغاز بعنوان السياسة الطاقوية الجزائرية حيث تم خلالها التعرض الى مختلف التجارب لشركة سوناطراك بصفتها مؤسسة طاقوية من الطراز العالمي وذلك من خلال قوتها في مجالات البحث والتنقيب والتوزيع والنقل ثم التعرض الى الاثر الاجتماعي والاقتصادي في تنمية قطاع الطاقة بالجزائر. اما الورشة الثانية التي ترأس اشغالها السيد نور الدين بوطرفة بصفته رئيس المجلس الجزائري للطاقة ونائب رئيس المجلس العالمي للطاقة فكانت بعنوان التحولات الطاقوية والبحث والتنمية وذلك من خلال التعرض الى دور مؤسسة سونلغاز في التحولات الطاقوية وبرنامج الطاقات المتجددة في الجزائر اما المحاضرة الثانية فقد تم فيها التعرض الى مكانة التنمية والبحث والتكوين في قطاع الطاقة.