أتاحت ثورة 25 يناير المجال لظهور تيارات وأحزاب جديدة، وساعد في ذلك سن قانون أزاح العراقيل أمام كل من يرغب في إنشاء حزب سياسي، حتى وصل عدد التشكيلات السياسية 47 تشكيلة تتنافس، اليوم، على الظفر بأكبر قدر ممكن من أصوات الناخب المصري. ولعل أكثر التيارات البارزة في هذه الانتخابات هي الأحزاب المنتمية لما يُعرف بالإسلام السياسي، حيث أنشأت جماعة الإخوان ''حزب الحرية والعدالة '' لتصبح بذلك أحد أهم الأحزاب المستفيدة من انتشار الحركة في المجتمع المصري. غير أن هذا الانفتاح كشف تباين التوجهات لدى هذا التيار، على اعتبار أن أحزابا إسلامية أخرى ظهرت ونجحت في استقطاب قاعدة معتبرة، مثلما هو الحال مع الأحزاب السلفية: ''النور''، و''الأصالة'' و''الفضيلة''. مع العلم أن هذا الأخير جاهر بموقفه المعادي لمفهوم الديمقراطية والدولة المدنية، وهو يدعو، صراحة، لدولة إسلامية. إلى جانب هذه الأحزاب جاء حزب ''الوسط''، ليضاف إلى قائمة الأحزاب الإسلامية المعتدلة، والمتقاربة في أطروحاتها مع حزب الإخوان، لكون قيادته من الإخوانيين السابقين. وتقف في الطرف المقابل للتيار الإسلامي أحزاب لا تقل أهمية عنها، ويتعلق الأمر بالأحزاب الليبرالية، والتي تعرف شعبية في أوساط الشباب والطبقة الوسطى في المدن، ومن هذه الأحزاب: حزب ''الجبهة الديمقراطية''، وحزب ''المصريين الأحرار'' الذي أسسه رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، إلى جانب حزب ''مصر الحرية '' الذي أسسه الأستاذ الجامعي عمرو حمزاوي. أما أحزاب التيار اليساري، فبالرغم من عراقتها في مصر، إلا أن انتشارها الجغرافي يبقى محدودا، على غرار ''حزب التجمع''، و''الحزب الشيوعي''، و''حزب الوفاق القومي'' و''الحزب الناصري''، بالإضافة إلى ''حزب الكرامة'' الذي يرأسه مرشح الرئاسيات المحتمل حمدين صباحي. وبالنظر لتشعب هذه الأحزاب، وتفرعها فضل بعضها تشكيل تحالفات تضمن لها فرص دخول البرلمان، على غرار تحالف الأحزاب السلفية المتفقة على ضرورة إقامة دولة دينية، لتقابلها ''الكتلة المصرية'' التي تضم مناصري الدولة المدنية من مختلف الأحزاب بقيادة ''حزب المصريين الأحرار''، إلى جانب ''كتلة الثورة مستمرة'' التي تضم قيادات شباب ثورة 25 يناير، ويشرف على الكتلة ''حزب مصر الحرية''.