تسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت في ولايات وهران، سيدي بلعباس، تلمسان، عين تيموشنت، الجلفةوالمسيلة، في إحداث حالة من الهلع وسط السكان، خاصة بعد أن تسربت السيول إلى المنازل، واضطرت مصالح الحماية المدنية للتدخل لإنقاذ المنكوبين من الهلاك. أنقذت مصالح الحماية المدنية بوهران، أمس، 9 مواطنين و40 تلميذا حاصرتهم المياه المتدفقة جراء الفيضانات التي عمت شوارع، بنايات ومدرسة بمدينة البرية، إلى جانب إنقاذ شاحنة وسيارة من الوزن الخفيف. وعاشت مناطق مختلفة بولاية وهران، بعد زوال أمس، على وقع احتجاجات ومظاهرات سلمية وأعمال شغب، بعد أن أغرقت الفيضانات أحياءهم ومنازلهم إثر الأمطار الغزيرة التي تساقطت على تراب الولاية. ففي بلدية سيدي الشحمي، تسربت سيول الأمطار إلى الكثير من المنازل، وقضت العائلات نهارها في إزالة الأوحال من مداخل سكناتها، في حين أن سكان الحي الفوضوي الذي يعدّون بالعشرات فخرجوا إلى الشارع بعد أن غزتهم السيول، وقاموا بأعمال شغب وأغلقوا الشارع الرئيسي عن طريق المتاريس وحرق العجلات المطاطية، ليقوموا بعد ذلك برشق السيارات بالحجارة في غياب من يهدئ من روعهم، ما أحدث حالة من الرعب وسط سكان المدينة الذين حاول بعضهم الدفاع عن ممتلكاتهم ومنع تعرض سياراتهم للتخريب. وفي البريّة، غير بعيد عن سيدي الشحمي، تحولت الشوارع إلى نهر يصعب عبوره، وتسربت المياه إلى مبان سكنية، ما أدى إلى تدخل فرقة الغواصين للحماية المدنية، الذين استعملوا زورقا مطاطيا لنجدة المحاصرين، وتمكنوا من إنقاذ 9 مواطنين و40 تلميذا من داخل مدرسة ابتدائية، بلغت نسبة المياه التي غزتها 50 سنتيمترا. كما أفلحوا في إنقاذ شاحنة وسيارة سياحية. ولإزالة المياه المتجمعة، استعملوا شاحنات الامتصاص لفك العزلة عن المنطقة. قطع الطريق في مستغانم وحوادث مرور في سيدي بلعباس ثار سكان دائرة خير الدين بمستغانم في حركة احتجاجية على المسؤولين والمنتخبين المحليين، بعد أن قام عشرات من شباب دوار صوابرية التابع لبلدية خير الدين، يوم الأحد، بقطع الطريق الولائي رقم ,7 الذي يعرف حركة مرور كثيفة، وذلك منذ الساعة الواحدة زوالا، وشل حركة المرور في الاتجاهين من مستغانم وبلديات خير الدين وعين بودينار وصيادة والسور. وبولاية عين تيموشنت، سجلت مصالح الحماية المدنية، ليلة الاثنين، هطول كميات كبيرة من الأمطار، استدعت تدخل مختلف الفرق التابعة لوحداتها المنتشرة عبر تراب الولاية. وسجلت مصالح الحماية المدنية 53 تدخلا لنجدة عائلات غمرت مياه الأمطار منازلها. كما سجلت بلدية تمازوغة سقوطا كليا لغرفة بأحد المساكن، لم تخلف خسائر بشرية، كما غمرت المياه باخرة صيد ببني صاف كانت راسية بالميناء، تم ضخ وإخراج خمسة آلاف لتر من المياه منها. أما في سيدي بلعباس، فتسببت الأمطار الغزيرة، التي تهاطلت منذ الساعات الأولى من صبيحة أوّل أمس، في أربعة حوادث مرور، أخطرها ذلك الذي شهدته النقطة الدائرية الواقعة ببلدية عين البرد، 25 كلم شمالي عاصمة الولاية، حيث انحرفت شاحنة لنقل الوقود قبل انقلابها، ما أسفر عن إصابة سائقها بجروح بليغة. وفي تلمسان، أدى تساقط الأمطار المتهاطلة على ربوع الولاية، طيلة الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، إلى عدة خسائر مادية بمناطق مختلفة، مثلما حدث بحي بوقميلة بندرومة، حيث غمرت مياه السيول العشرات من المساكن. كما حاصرت الأوحال، التي جرفتها المياه جراء انجراف التربة، أحياء القصبة وسيدي بوعلي وسيدي عبد الرحمان ببلدية ندرومة. 11 عائلة تقضي ليلة بيضاء في العراء بالجلفة أحدثت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على ولاية الجلفة، ليلة أول أمس، حالة رعب حين غمرت السيول بعض السكنات وتسربت المياه من خلال السطوح إلى الداخل، ما تطلب تدخل رجال الحماية المدنية لمساعدة المنكوبين. وتجاوزت كميات الأمطار بولاية الجلفة ال30 ملم، وبلغت في بعض المناطق الأربعين ملم، خاصة بالمدن الشمالية، ومنها مدينة عين وسارة التي كانت أحياؤها مسرحا لخروج بعض العائلات من سكناتها، مثل حيي ''عناق رابح'' و''مقراني''، حيث قضت 11 أسرة ليلتها خارج منازلها، في ظل تسرب المياه إلى المنازل من السطح ومن فتحات الأبواب والنوافذ. وهو ما جعل السكان يعجزون عن صد المياه لوحدهم، وطلبوا أعوان الحماية المدنية للتدخل من أجل تحويل المجاري المائية وحمل بعض الأمتعة إلى خارج المساكن. إنقاذ 5 أشخاص في بوسعادة جرفتهم المياه أدى تهاطل الأمطار الكثيف، عشية أول أمس، على ولاية المسيلة إلى تدخل مصالح الحماية المدنية لإنقاذ خمسة أشخاص حاصرتهم مياه الأودية. وحسب خلية الإعلام بالمديرية الولائية، فإن التدخل الأول كان على مستوى بلدية بوسعادة، وبالضبط بمنطقة جنان الرومي، حيث حاصرت مياه وادي بوسعادة شخصين على متن سيارة، والتدخل الثاني كان على مستوى بلدية بن سرور، حيث تم إنقاذ ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة كذلك.