كان أعضاء فرقة ''الزاوية للمالوف''، التي قدمت من أقصى غرب ليبيا، في أول بعثة ثقافية من ليبيا الحرة تشارك في تظاهرة ثقافية جزائرية، ودون منازع، نجوم السهرة الثانية للمهرجان المغربي للموسيقى الأندلسية، الذي تحتضن لياليه قاعة قصر الثقافة بتلمسان. وقدم الجوق الليبي بقيادة الفنان الثائر ومدير إذاعة الزاوية الحرة، عبد الخالق مصطفى يربوع، طبقا موسيقيا متنوعا في الطرب العربي الأصيل والتراث الليبي، بداية بخواطر موسيقية صامتة من ألحان الأستاذ رزق الله، تلاها موشح طرز الريحان من مقام البياتي، ثم ابتهال بعنوان ''ياذا العطاء'' من المقام البياتي أيضا. ومن التراث الليبي، أنشدت الفرقة المتكونة من ثلاثة عشرة عازفا ومغنيا، نوبة من الطابع الخالص للمالوف بعنوان ''يازمان الوصل''، من مقام العجب أو مقام المحير مثلما يدعى في ليبيا. واختارت الفرقة الليبية اختتام لوحتها الفنية بمدائح في الإنشاد، أداها عضو الفرقة المنشد سراج عبد المجيد، امتزجت ما بين المشرقي الخالص والليبي المتميز، مثل ''بالله كرر ذكره وحديثه''، و''صلوا على الزين دوما خير البرية''. ولم تمنع الأمطار المتساقطة على مدينة تلمسان تدفق الجمهور على قاعة قصر الثقافة، لاكتشاف الوجه الآخر لثوار مدينة الزاوية، ممثلين بفرقة المالوف في أول مشاركة لفرقة ليبية بالجزائر ما بعد نظام القذافي.