قال قائد فرقة ''الزاوية'' للمالوف والموشّحات الليبية، السيد عبد الخالق مصطفى يربوع، أنّ مشاركتهم في الدورة الثالثة للمهرجان المغاربي للأغنية الأندلسية، تعكس العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الجزائري والليبي، ونقل صورة طيبة عن البلدين، خاصة وأنّ بعض الأطراف كانت تحاول زرع الفتنة خلال أحداث ليبيا الأخيرة. وأوضح السيد عبد الخالق يربوع أوّل أمس خلال إحياء فرقة ''الزاوية'' للسهرة الثانية للمهرجان بقصر الثقافة ''إمامة'' بتلمسان، أنّ الهدف من قدومهم إلى تلمسان بإمكانياتهم الخاصة (حيث أتوا برا من ليبيا إلى الجزائر)، هو تبيان قيمة الجزائر في قلوب الليبيين، مؤكّدا أنّ الإعلام وحده يريد خلق خلافات بين الشعبين في الفترة الحرجة التي وقعت فيها ليبيا، مشيرا إلى أنّ الجزائر أكبر بكثير من أن تقع في مثل هذه الحساسية، وأكّد في هذا الشأن، أنّه سيعود إلى ليبيا بانطباعات جيّدة وسينقل الموقف الإيجابي الذي لمسوه وعاشوه في الجزائروتلمسان، وعن حفاوة الاستقبال ومحبة الجزائر لليبيا. وحول مستقبل الشأن الثقافي الذي ينتظر ليبيا؛ قال المتحدّث ''نتفاءل خيرا في مستقبل ليبيا ككلّ وليس الحقل الثقافي فقط''، وتابع حديثه بالتأكيد على أنّه بعد نهاية حكم الرجل الواحد فإن الأمور ستكون أفضل. وكان لفرقة ''الزاوية'' مشاركتان سابقتان في الجزائر، الأولى بالأغواط بمناسبة الملتقى المغاربي للسماع الصوفي، والثاني في الدورة الثانية من المهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية، وقد سجلت حضورها للمرة الثالثة أوّل أمس، إذ أحيت الفرقة حفلا مميّزا استمتع الجمهور الحاضر به. وتتكوّن الفرقة من ثلاثة عشر عنصرا والأصل أنّها تتكون من ستة وعشرين، ستة منهم منشدون ومطربون وسبعة عازفون، وقد استطاعت من خلال حفلها التعريف بتراث المالوف الليبي، فبعد أن استهلت بموشح ''طرز الريحان''، أدى المنشد صبري بشاير ابتهالا دينيا بعنوان ''يد العطاء''، ثم اختارت الفرقة تقديم نوبة ليبية موسومة ب'' يا زمان الوصل بالملاح'' من مقام العجم والتي تسمى في ليبيا أيضا مقام ''المحير''، وختمت الفرقة عرضها بتقديم مجموعة من الوصلات في المديح الديني ومديح الرسول (صلى الله عليه وسلم) أداها المنشد سراج عبد الكريم. وفرقة ''الزاوية'' للمالوف والموشحات تأسّست سنة 1990 وأعطت لنفسها مهمة تمثيل هذا التراث الغني المتوارث عن الأجداد بأفضل كيفية في ليبيا وخارجها، وتعدّ ''الزاوية'' ثالث فرقة على مستوى ليبيا في فن المالوف والموشحات تستلهم موسيقاها من الموسيقى الروحية المنحدرة من الزاويا الصوفية بليبيا، وقد شاركت في عدّة فعاليات في مختلف التظاهرات الدولية، منها الأسبوع الثقافي الليبي بألمانيا، مهرجان ''صفاقس'' الدولي للموسيقى العربية وكذلك المعرض الليبي المصري بالقاهرة. وختم السهرة جوق نصر الدين شاولي الذي أدّى مقتطفات من نوبة الحسين، ثم استخبار جاركا متبوع بقصيد ''سرج يا فارس اللثام''، ثم تباعها بوصلات من الأنماط المجاورة للأندلسي المتمثلة في الحوازة والعروبية-. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك