يشق رفيق طهراوي، البريطاني من أصل جزائري، طريقه بثبات نحو المشاركة في أولمبياد لندن (2012) مع المنتخب البريطاني لكرة اليد، بعدما فشل في تحقيق أحلام قديمة في الدفاع عن ألوان وطنه الأصلي، الجزائر، بسبب اللامبالاة والعراقيل البيروقراطية. يقول رفيق طهراوي، المولود في عين الترك بوهران، قبل 22 عاما، لأب جزائري وأم إنجليزية، في حديث مع ''الخبر''، إنه أصيب بخيبة أمل ولم يفهم لماذا تجاهله القائمون على قطاع الرياضة بالجزائر، فوالده ''الوهراني'' دخل العام 2009 في اتصالات مع الاتحادية الجزائرية للسباحة من دون أن يحقق رغبة ابنه في الانضمام إلى المنتخب الجزائري لكرة الماء. ثم عاود الكرة في 2011 مع الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، فكانت خيبة أخرى قضت على أحلامه الجزائرية. ويقول رفيق إنه قاوم كثيرا إغراءات المنتخب الإنجليزي لكرة الماء، وظل ينتظر مكالمة موعودة من الاتحادية الجزائرية للسباحة، لكنها لم تأت أبدا فقبل العام 2010، عرضا بالدفاع عن ألوان بلد والدته الإنجليزية. وحسب السيرة التي اطلعت عليها ''الخبر'' عبر أرشيف الصحف البريطانية، فإن رفيق طهراوي، لاعب محترف معروف على المستوى الإنجليزي والأوروبي، نظرا لما يتمتع به من إمكانات بدنية وفنية عالية، فضلا عن أنه مدافع مخلص عن المشوار الأولمبي لعائلته، مقتفيا بذلك درب جده لأمه ''شارلز براند''، الذي قاد بريطانيا لدورتين أولمبيتين في 1948 بلندن و1952 بهلسنكي في رياضة كرة الماء، وشقيقه سمير الذي لعب في بطولة الروغبي مع ولينغتون وولفز، ثم سانت هيلين بشمال إنجلترا، حيث تقيم عائلة طهراوي، قبل أن يحترف بأستراليا. لكن رفيق الذي مثل المنتخب البريطاني لكرة الماء لأربع سنوات، أظهر مهارات أعلى في كرة اليد مع ''سالفورد'' بشمال إنجلترا، وهو أحد فرق النخبة في البطولة الإنجليزية لكرة اليد، وسرعان ما لفت إليه أنظار مدرب المنتخب البريطاني لكرة اليد الذي قرر ضمه إلى المنتخب الوطني الإنجليزي وتحضيره للمنافسة في أولمبياد لندن، خلال الصائفة القادمة. ويقول رفيق، في تصريح ل''الخبر''، إنه قبِل العرض هذه المرة دون أن ينتظرا ردا من الجزائريين، لأن والده كان قد اتصل مرة ثانية بالاتحادية الجزائرية لكرة اليد في بداية 2011 دون أن يتلقى ردا. وفي رد على سؤال ل''الخبر'' حول ما إذا كانت لديه الرغبة في اللعب للمنتخب الجزائري، قال رفيق طهراوي إنه لن يغامر لأن القائمين على الرياضة في الجزائر غير جديين وقد يضيعون مستقبله الرياضي الذي يحضر له منذ نعومة أظافره، سواء في اللعب، حيث يشارك في واحدة من أكثر البطولات الأوروبية احترافا، أو من حيث الدراسة إذ يحضر شهادة ماجستير تخصص رياضة بجامعة سافولد.