حذر رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، من خطورة البقعة السوداء الناجمة عن إلقاء نفايات النفط في عرض مياه البحر بسكيكدة، حيث قال إنه ''في حال هبوب رياح شمالية غربية ستسير البقعة باتجاه سواحل جيجل وعنابة، وستكون لها ارتدادات خطيرة من جانب تلويث كامل شواطئها، وكذا الطبقة السطحية والجوفية للبحر''. وأوضح رئيس نادي المخاطر الكبرى، في اتصال مع ''الخبر'' أمس، أن البحر في سكيكدة تحول إلى مزبلة تُلقى فيه مختلف نفايات البترول والغاز، في ظل غياب أي رقابة، وفي ظل غياب شروط الوقاية من مخاطر التلوث الإيكولوجي. وقال إن التقنيين، تبعا للتحاليل التي أجروها على مياه البحر، أثبتوا تلوث مياه البحر بنسبة كبيرة، في وقت لا زالت فيه مصفاة النفط تعمل على نحو لا يستجيب للطوارئ الايكولوجية. وقال البروفيسور شلغوم إنه إلى غاية الساعة لم يستسغ الصمت الذي تلتزم به السلطات المحلية والمركزية إزاء هذه المشكلة الإيكولوجية، كما لو أن الأمر لا يعنيها. وتدعو هذه القضية إلى طرح تساؤل أكبر بشأن دور كل من وزارتي البيئة والطاقة، والمسؤولية المفترض تحملها إزاء عملية توفير شروط الوقاية من التلوث، إلى غاية الساعة، يضيف المتحدث، ''لم تلتفت لا السلطات المحلية ولا المركزية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات وقائية لتفادي توسع البقعة السوداء''، مشيرا إلى أنه برغم الانفجارات المتتالية بولاية سكيكدة، على مدى سنوات 2004 و2008، إلا أن وزارتي الطاقة والبيئة لم تستوعبا الدروس، ولم تلتفت من حولها لسن سياسة وقائية ضد خطر التلوث الإيكولوجي، المصنف ضمن المرتبة الرابعة في منظومة المخاطر الكبرى، مع أنه كل سنة يخرج من موانئ الجزائر ما يفوق 60 مليون طن من مادة النفط ومشتقاتها.