شهد شارع الموندور بالأبيار في العاصمة، صباح أمس، حادث مرور مروعا تسببت فيه حافلتان لنقل المسافرين، أودى بحياة شخصين كانا يسيران فوق الرصيف. قال شهود عيان ل''الخبر'' إن الحادث وقع في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، أين كانت حافلتان لنقل المسافرين، الأولى تعمل عبر خط عيسات إيدير الأبيار، والثانية عبر خط بوزريعة الأبيار، تسيران بسرعة فائقة، وكلا السائقين كانا يتسابقان من أجل الوصول إلى المحطة، وعند بلوغهما مكان الحادث، قام كل سائق بالصعود فوق الرصيف ليتجاوز الآخر، وفي تلك الأثناء كان الضحيتان، في عقدهما السابع، وهما ''كازاف دحمان'' ضابط شرطة متقاعد و''قارة مصطفى'' سائق تاكسي متقاعد، يتبادلان أطراف الحديث فوق الرصيف الذي لا يتعدى عرضه 50 سنتيمترا، عندما دهسهما سائق إحدى الحافلتين، فلقي أحدهما حتفه في عين المكان، أما الثاني فقذفته الحافلة لعشرة أمتار ثم دهسته على مستوى الحوض وتركته يتخبط في دمائه لمدة 10 دقائق ليفارق الحياة قبل وصول سيارة الإسعاف. وأضاف بعض أصحاب المحلات المجاورة لمكان الحادث أن سائق الحافلة المتسبب في المأساة وهو شاب ''يبلغ من العمر 22 سنة فقط''، حاول الهرب، قبل أن يقوم مواطنون بكسر الزجاج الأمامي للحافلة لإجباره على التوقف، ليتجه بعدها رفقة سائق الحافلة الثاني إلى مقر الأمن الحضري لتسليم نفسيهما، في وقت خرج الركاب الذين كانوا على متن الحافلتين مذعورين من هول الصدمة. وعاشت ''الخبر'' لدى تنقلها لعين المكان أجواء الحزن الذي خيّم على الحي، خاصة وأن الضحيتين معروفان بطيبتهما وأخلاقهما الحميدة، وكانا صديقين حميمين لا يفترقان إلا نادرا، وشاء القدر أن يموتا معا، وصبّ السكان جام غضبهم على أصحاب الحافلات الذين اتهموهم بالتهور وتعريض حياة الناس للخطر بشكل يومي، كما عبّر أحد السكان قائلا: ''سائقو الحافلات تحوّلوا إلى سائقي سيارات الرالي يقومون بمناورات خطيرة معرضين حياة الركاب والراجلين للخطر من أجل من يصل أولا إلى المحطة، ويتكرر هذا الأمر بشكل يومي''، وأضاف محدثنا ''نفس المكان شهد عدة حوادث مرور تسببت فيها حافلات نقل المسافرين التي تسير بسرعات جنونية، آخرها لما اصطدمت حافلة بالجدار بعد أن حاولت تجاوز حافلة أخرى''. وقال السكان إنهم طالبوا في العديد من المرات بوضع ممهلات، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. وبعد وقوع الحادث مباشرة تنقل نائب رئيس بلدية الأبيار وتحدث مع السكان واعدا إياهم بوضع ممهلات، الأحد المقبل.