يجري خبير قضائي بريطاني، بداية من غدا السبت، لقاءات مع مسؤولين جزائريين لدى وزارة العدل، بالتوازي مع لقاءات تجري مع حقوقيين ورجال قانون، يعيبون الكثير على القوانين الجزائرية. وتختص زيارة الخبير البريطاني، دانيال سوليفان، بمساعدة السفارة البريطانية على إعداد تقرير يسلم للخارجية في لندن ''يستعمل كورقة طريق لمعرفة حاجيات الجزائر في المساعدة القضائية''. تستقبل الجزائر، ما بين السابع والثاني عشر من جانفي الجاري، خبيرا قضائيا بريطانيا، مهمته مساعدة السفارة في إعداد تقرير يسلم لاحقا للمسؤولين البريطانيين في لندن. وعلم من مصادر تتابع زيارة الخبير البريطاني، أنه سيجري لقاءات مع مسؤولين في وزارة العدل حول ملفات محددة، وفي نفس الوقت مع رؤساء منظمات حقوقية وأخرى غير حكومية حول تطور النظام القضائي الجزائري، والمقترحات المرجوة لذلك. ويلتقي الخبير البريطاني، دانيال سوليفان، كذلك عددا من المحامين الممارسين. واختارت السفارة للقائه عددا من المحامين الذين اشتهروا ب''صدامات'' مع القضاء الجزائري، ومناهضتهم ل ''تقييد القضاء'' و''خضوعه للأوامر''. ويتوخى التقرير، في النهاية، الوقوف على ما يسجله الخبير القضائي من ''عيوب'' في النظام القضائي الجزائري، تبنى على أساسه مساعدة متوقعة لقضاة جزائريين عبر وزارة العدل، إما عبر بعثات إلى بريطانيا وإما عبر زيارة وفود قانونية أخرى للجزائر للإشراف على عمليات تدريب. ولكن العمل الذي تقوم به وزارة الخارجية البريطانية، ويشمل شمال إفريقيا والشرق الأوسط، يتوخى كذلك ''الجانب السياسي'' وعلاقته بالنظام القضائي. وتجري الزيارة في سياق رسمي، في إطار اتفاقات جرت بين الدولتين، شملت أربع اتفاقيات تخص تبادل المطلوبين لدى الهيئات القضائية والتعاون المتبادل في المجال الجنائي والتعاون في المجال المدني والتجاري وحركة الأشخاص، وفقا للقانون الدولي والإجراءات التشريعية الداخلية لكلا البلدين. وفي سياق متصل، صرح، أمس، رئيس الوفد البرلماني لحزب المحافظين البريطاني، اللورد ريسبي، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر، أن الجزائر تشهد استقرارا ''ملحوظا'' مقارنة ببلدان المنطقة الأخرى. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن اللورد ريسبي، عقب لقاء مع وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، قوله إن ''بعض البلدان العربية تمر بمرحلة صعبة في الوقت الذي تعرف الجزائر استقرارا ملحوظا''. كما أشار البرلماني البريطاني أنه اطلع، خلال زيارته، على ''كثير من الأمور المتعلقة بالإصلاحات التي باشرتها الجزائر... البلد الذي يزخر بموارد بشرية وطبيعية هامة''. وأضاف يقول إن زيارته إلى الجزائر تهدف إلى ''تعزيز'' العلاقات بين برلماني البلدين. وأعلن تشكيل وفد برلماني للصداقة الجزائرية البريطانية في المملكة المتحدة، ما سيسمح بتكثيف المبادلات بين البرلمانيين.