جلب ''القبعات الزرق'' لحفظ الأمن في ليبيا خيار وارد كشف محمود جبريل رئيس الحكومة الليبية السابق عن وجود عملاء لمخابرات كل دول العالم فوق التراب الليبي، في وقت تتواصل معاناة السلطات الليبية الجديدة في فرض الأمن في البلاد، فضلا عن تذمر متزايد في أوساط جنود الجيش الليبي بسبب تأخر كبير في تلقي الرواتب. أشار تقرير لقناة ''الجزيرة'' القطرية من ليبيا أمس إلى أن الاستعانة ب''القبعات الزرق'' أمر وارد الحدوث لفرض الأمن وسط الانفلات الكبير الحاصل على الأرض، وهو ما دفع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل للتحذير من مخاطر حرب أهلية، كما دفعه أيضا للاعتراف بالعجز عن كبح جماح المليشيات المسلحة في البلاد. يحدث هذا في وقت حذر محمود جبريل من تدخل أجنبي في ليبيا ما بعد القذافي إذا لم يسارع المجلس الانتقالي لبناء جيش وطني وإصدار وثائق تنظم المرحلة الانتقالية، وكشف جبريل في هذا الشأن بأن ''جميع مخابرات دول العالم تعمل فوق الأراضي الليبية''. وأشار مندوب الدفاع الجوي في بنغازي العقيد فوزي البرعصي إلى حدوث اختراق السيادة الجوية الليبية من قبل طيران حربي مجهول الهوية، دون أن تعلم الجهات العسكرية الليبية بالأمر. وبينما يواجه كل من المجلس الانتقالي والحكومة الليبية صعوبات في فرض الأمر الواقع بخصوص تعيين اللواء محمد المنقوش رئيسا جديدا لأركان الجيش، تحدث وزير الدفاع أسامة الجويلي لقناة ''الجزيرة'' عن فتح تحقيق حول الدور الأمريكي في تفجير خمسة آلاف صاروخ ليبي. وهي العملية التي أحدثت استياء كبيرا في أوساط بعض النافذين في الشأن الليبي، واعتبروها بمثابة تدمير لقدرات الدفاع الجوي للبلاد. من جهة ثانية، تظاهر مئات من الجنود الليبيين أول أمس في بنغازي مطالبين بدفع رواتبهم المتأخرة، وتجمع الجنود خارج فرع للبنك المركزي ببنغازي وهم يرتدون الزي العسكري ويحملون أسلحتهم، وقالوا إنه ''على الحكومة الجديدة أن تركز على بناء جيش جديد وليس دفع مكافآت نقدية للثوار''. سياسيا، دعا وزير النفط الليبي السابق علي الترهوني حكومة عبد الرحيم الكيب لتقديم فرص بديلة للثوار الذين شاركوا في القتال ضد نظام العقيد القذافي، تفاديا لزعزعة استقرار البلاد، مؤكدا أن نزع أسلحة الثوار وإعادة دمجهم في الحياة المدنية يشكل أحد المفاتيح لتفادي تصاعد العنف في ليبيا. من جهته، انتقد عضو الاتحاد العام لعلماء المسلمين، وأحد قيادات الإخوان في ليبيا، الشيخ علي الصلابي، قانون الانتخابات الذي أصدره المجلس الانتقالي خلال اليومين الماضيين، واصفا إياه بأنه ''قانون إقصائي ولا يستوعب المواطنين في الدولة الجديدة التي تعطي حق المواطنة لكافة المواطنين''، وموضحا أنه قانون ''يكرس القبلية والجهوية''. وفي مدينة تاورغاء، ذات الأغلبية الزنجية، تم العثور على جثث خمسة أشخاص في أماكن متفرقة من البلاد، وقال عادل التاورغي إن ''المفقودين تم اعتقالهم من قبل ثوار مصراتة وبعدها وجدت جثثهم مرمية في الشوارع، وقد تم إبلاغ المنظمات الليبية والدولية''، وأشار المتحدث إلى أنه إذ لم تضع الحكومة حلولا لهذه القضية فإننا سوف نلجأ للمنظمات الدولية من أجل حماية الأهالي.