قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إن الإدارة الأمريكية لا تعرف جيدا ثوار ليبيا، وإن ذلك يفسّر تثاقلها في مساعدتهم، في وقت يلتقي فيه معارضٌ ليبيٌ مسؤولين أمريكيين كبارا، بينهم مستشار الأمن القومي، أملا في انتزاع اعتراف أمريكي بالمجلس الوطني الانتقالي الذي أيد رئيسُه لأول مرة استهداف معمر القذافي باعتباره »هدفا مشروعا«. وقال غيتس متحدثا أول أمس إلى جنود أمريكيين في قاعدة لوجون بنورث كارولينا إن بلاده لا تعرف إلا الشيء القليل جدا عن الثوار باستثناء بعض قياداتهم، و»هذا أحد الأسباب التي تفسر وجود تثاقل، على الأقل من جانبنا، في تقديم أي دعم عسكري للمعارضة«. وتحدث عن تقاريرَ تلقتها إدارة باراك أوباما عن »متشددين« يقاتلون إلى جانب المعارضة، وإن تحدث أيضا عن معلومات اطلعت عليها واشنطن أو سمعت بها من المعارضة تفيد بأن الثوار »يحاولون عزل هؤلاء الناس وطردهم من الحركة«. وعكس إيطاليا وفرنسا وقطر وغامبيا، لم تعترف واشنطن بعدُ بالمجلس الانتقالي »ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي«، وإن بدأت ترسل إليه مساعدات غير عسكرية. ونفى مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي محمود جبريل الموجود في واشنطن وجود »متشددين« بين الثوار، لكنه أقر بأن بينهم 11 شخصا عاشوا سابقا في أفغانستان ودخلوا في عملية »مصالحة« مع حكومة معمر القذافي، وباتوا »مجرد مواطنين عاديين« التحقوا بالمعارضة في قتالها ضد النظام. كما قال جبريل لقناة »سي. أن. أن« أول أمس الخميس إنه يسعى لينتزع من واشنطن اعترافا بالمجلس الانتقالي. وتحدث البيت الأبيض عن لقاءات تجمع جبريل بمستشار الأمن القومي توم دونيلون، ومسؤولين كبار لم يحددهم. وفي لقاء مع معهد بروكينغز، توقع جبريل سقوط نظام القذافي »خلال الأسابيع المقبلة«، لكنه حذّر من »مشكلة مالية صعبة جدا« يواجهها الثوار، وحث الولاياتالمتحدة على تقديم مساعدة مالية لهم، لأن أموالهم ستنفد خلال من أربعة إلى خمسة أسابيع. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون سابقا في إن بلادها ستستعمل الأموال الليبية المجمدة لديها، والمقدرة بنحو 30 مليار دولار، »لمساعدة الشعب الليبي«، فيما يعكف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري على إعداد تشريع في هذا الاتجاه. ولم يحدد كيري المبلغ الذي يهدف التشريع إلى الإفراج عنه، لكنه قال إنه ليس بلايين الدولارات. وتحدث جبريل في وقت سابق أول أمس عن تشريع يُعَّد له في واشنطن، يتيح الإفراج عن مبالغ تصل إلى 180 مليون دولار من الأصول الليبية، لكنه قدّر احتياجات الثوار للأشهر الستة المقبلة بثلاثة مليارات دولار. وتخوض الولاياتالمتحدة حربين مكلفتين في العراق وأفغانستان، وقد جاءت عمليات تطبيق الحظر الجوي في ليبيا -والتي كلفت واشنطن حتى الآن 750 مليون دولار حسب غيتس- في وقت تسعى فيه إدارة أوباما لتقليص النفقات. ومن جهته أهاب رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل من لندن بالمجموعة الدولية أن تقدم أسلحة كافية للثوار ليستطيعوا نقل المعركة إلى طرابلس. ووصف -بعد لقاءات بمسؤولين بريطانيين، بينهم رئيس الوزراء ديفد كاميرون- القذافي بأنه هدف مشروع يمكن لحلف شمال الأطلسي (الناتو) استهدافه باعتباره »القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو الذي يحض الجميع على القتال«، وإن قال إنه يفضل تقديمه للمحاكمة. وتُوجت زيارة عبد الجليل إلى لندن بدعوة إلى المجلس الانتقالي لفتح مكاتب في لندن، وجهتها رسميا حكومة كاميرون، الذي تعهد بالعمل على زيادة دعم المجتمع الدولي للثوار دبلوماسيا واقتصاديا وزيادة الضغط على نظام القذافي. واعتبر عضو المكتب الدائم للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا السنوسي البيجو الدعوة لفتح مكاتب في لندن »خطوة متقدمة« على طريق اعتراف بريطاني بالهيئة المعارضة. وتعقب الدعوة البريطانية إعلانَ الاتحاد الأوروبي الأربعاء الماضي اعتزامه فتح مكتب له في بنغازي، معقل الثوار شرقي ليبيا.