إعلام الموالي للعقيد يتحدث عن إعطاء مهلة للثوار تبدأ ليلة الأحد للاستسلام بدأت، منذ أمس الخميس، بشكل فعلي، ''معركة بنغازي'' بين الثوار وقوات القذافي، في ظل تواتر أنباء عن إسقاط الثوار طائرتين تابعتين لسلاح الجو التابع للقذافي، في حين أعلنت قوات العقيد عن إعطاء مهلة تبدأ ليلة الأحد المقبل لمن تسميهم ب''عصابات الإرهاب'' لتسليم أسلحتهم والاستفادة من العفو العام. وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون إفريقيا والشرق الأدنى، وليام بيرنز، من جهته، أن القوات الليبية الموالية للعقيد معمر القذافي باتت على بعد 160 كلم من بنغازي، معقل الثوار الليبيين، وتواصل ''التقدم'' بفضل تفوقها العسكري. وفي بنغازي، التي تعيش أجواء المعركة الفاصلة، احتفل السكان بإسقاط طائرتين تابعتين للقذافي. وقال عصام الغرياني، المتحدث باسم المعارضة المسلحة في بنغازي، إن المعارضة أسقطت طائرتين تابعتين للقذافي، واحدة في الصباح بعد أن حاولت أن تغير على مطار بنينا، والثانية على مشارف بنغازي، وأنه لم تقع إصابات. وقال شهود عيان إن سكان المدينة احتفلوا بإسقاط الطائرتين. ونقلت قناة الجزيرة من جهتها، عن العقيد عادل البرعصي، أحد قادة الثوار، قوله: ''قامت طائرة واحدة بالإغارة على مطار بنينا، لكن كانت إصابات خارجية طفيفة جدا، وتم التصدي لها، وأعتقد بأنه تم إسقاطها في بنينا''. وفي أجدابيا، تعرضت مناطق سكنية لقصف مدفعي عنيف، أمس الخميس، وقال متحدث باسم الثوار في بنغازي لقناة ''العربية'' إن معركة شرسة تدور في وسط أجدابيا يتخللها قصف شديد وأن مناطق سكنية تتعرض للتدمير. ومن جهته، كشف متحدث باسم الثوار ل''الخبر'' أن عددا من كبار الضباط في الكتائب الأمنية الموالية للقذافي تعمل على مغادرة ليبيا قبل صدور قرار مجلس الأمن، نقلا عن مصادر الثوار في المنطقة الحدودية مع تونس وميناء طرابلس البحري. وفي مصراتة، كشف حسن المصراتي، المتحدث باسم الثوار، ل''الخبر''، أن ''أرياف المدينة تواجه قناصة الكتائب الذين يتمركزون في المساكن المرتفعة ويقومون بعمليات قنص المواطنين دون تمييز، لخلق حالة من الرعب ومنع الأهالي من الخروج من مساكنهم''، مضيفا: ''كتائب القذافي تعمل على ضرب خطوط الكهرباء وقطع المياه، لكن المواجهات مستمرة والثوار صامدون''. ويحدث هذا في وقت قررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سحب موظفيها من بنغازي وتوجهت إلى طبرق شرقا، وسط مخاوف من هجومات وشيكة. وتحدث عاملون في الصليب الأحمر عن أجواء من الخوف تسود المدينة. وفي سياق الحرب النفسية، أعلنت اللجنة العامة المؤقتة للدفاع، أنها اتخذت قرارا بوقف العمليات العسكرية ضد من وصفتهم بأنهم ''عصابات الإرهاب'' ابتداء من منتصف ليل العشرين مارس الجاري ''لإعطائهم الفرصة لتسليم أسلحتهم والاستفادة من العفو العام''. القذافي وضع رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة قيد الإقامة الجبرية في مقره أكدت صحيفة ليبية معارضة، أمس، أن الزعيم الليبي معمر القذافي وضع رئيس وزرائه وكافة أعضاء الحكومة قيد الإقامة الجبرية في مقره في طرابلس. ونقلت صحيفة ''برنيق'' الصادرة في بنغازي، معقل المعارضة، عن ''مصدر موثوق'' في طرابلس قوله إن القذافي ''يجبر أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) البغدادي المحمودي وكل أمناء اللجان الشعبية (الوزراء) على الإقامة الجبرية في باب العزيزية منذ حوالي 3 أسابيع''. وأضاف المصدر أن ''اجتماعاتهم كانت تتم في أحد منازل القذافي داخل باب العزيزية''، موضحا أن القذافي ''يحاصر المنازل المقيمين فيها بعدد كبير من العناصر الأمنية''. وبحسب المصدر، فإن الوزراء ''لم يخرجوا من باب العزيزية منذ حوالي 20 يوما، وأن أغلبهم لا يستطيع أن يشاهد أهله''. وأكدت الصحيفة أن القذافي ''أعطى تعليمات للكتائب الأمنية بعدم خروج أي أحد منهم إلا بأمره''. وكان وزيرا العدل والداخلية قد انشقا عن القذافي وانضما للثورة بعد أيام من اندلاعها منتصف الشهر الماضي. وأف ''هيومن رايتس ووتش'' تحذر من أعمال وحشية إذا استعاد القذافي بنغازي حذرت منظمة ''هيومن رايتس ووتش''، المعنية بحقوق الإنسان، من مخاطر وقوع ''فظائع'' ضد سكان مدينة بنغازي، الواقعة في شرق ليبيا، ومعاقبة سكانها بشكل مروع إذا ما استعادت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي معقل المتمردين. وقال فريد أبراهامز، المستشار الخاص ل''هيومن رايتس ووتش'': ''بواعث القلق الأكبر لدينا هو العنف المفرط والأعمال الانتقامية المحتمل أن تقوم بها قوات القذافي إذا نجحت في استعادة المدينة. هذا نداء نوجهه بصوت مرتفع بالنظر إلى احتمال حدوث انتهاكات خطيرة للغاية وعلى نطاق واسع إذا استعاد (القذافي) بنغازي''. وأضاف: ''هو (القذافي) لن يتردد في استخدام العنف ضد هذه المدينة المتمردة... نقول ببساطة إن بنغازي والمدن الشرقية تواجه خطر التعرض لانتهاكات خطيرة، قد تصل إلى حد ارتكاب أعمال وحشية''. وسحبت ''هيومن رايتس ووتش'' موظفيها من بنغازي، يوم الأربعاء، مع موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية، وجرى نقلهم إلى طبرق. لكن أبراهامز قال إن منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' لا تزال على اتصال بسكان بنغازي. الوكالات