السفير القطري بنواكشوط: الأمير لا يهتم بالأمور الشكلية في زياراته أوضحت مصادر إعلامية موريتانية ل''الخبر''، أمس، أن الملف السوري والعلاقة مع الإسلاميين هما أبرز أسباب الخلاف الدبلوماسي الذي وقع بين الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، وأمير قطر، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. أشارت مصادر ''الخبر'' في نواكشوط إلى أن ''اللقاء بين الزعيمين بدأ بشكل عادي، وكان ناجحا إلى حد بعيد، بدليل توقيع 14 اتفاقية تعاون، لكن الأمور ساءت فجأة عندما فتح أمير قطر باب الحديث عن الثورات العربية الأخيرة، وتحديدا الملف السوري وضرورة فتح الباب أمام الإسلاميين، الأمر الذي يكون قد أثار حفيظة الرئيس الموريتاني''. ولم تعلق الدبلوماسية الموريتانية على الحادثة، لكن السفير القطري في موريتانيا، محمد بن كردي، أوضح لوكالة أخبار نواكشوط أن ''مغادرة الأمير القطري، حمد بن جاسم، لموريتانيا دون أن يودعه رئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز، ليس ناتجا عن عدم تفاهم بين القائدين''. واعتبر السفير القطري أن ''سمو الأمير لا يحبذ تلك البروتوكولات الشكلية، ويرى أنها باتت متجاوزة، وبرنامج زيارته منذ وصوله وإلى أن غادر نواكشوط، تم بموافقته شخصيا، وهو ينظر إلى موريتانيا ويتعامل معها باعتبارها بلده الأول، وكان سعيدا بالزيارة وبلقائه برئيس الجمهورية وتبادل وجهات النظر معه''. ويأتي التوضيح القطري في وقت لم تتكشف بعد تفاصيل الأسباب الحقيقية للخلاف الذي نشب فجأة بين زعيمي البلدين، ما دفع أمير قطر لأن يغادر نواكشوط غاضبا، حسب ما أشارت إليه وسائل الإعلام الموريتانية. وفي هذا الإطار، أوضحت صحيفة ''السراج'' الإلكترونية، أمس، أن الوفد القطري لم يسمح لمصوري التلفزيون الموريتاني بتسجيل لحظة مغادرة أمير قطر لمطار نواكشوط دون توديع رسمي من الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، أو وزيره الأول، مولاي ولد محمد لغظف. وأشارت الصحيفة الموريتانية إلى أن ''اللقاء بين ولد عبد العزيز والشيخ حمد كان يهدف لتوظيف الزيارة في سياق التأكيد على جودة العلاقات مع قطر، لكن ما دار في اللقاء غيّر مزاج ولد عبد العزيز، فانتهت الزيارة بأزمة حقيقية مع أهم دولة في السياسة العربية في الوقت الحاضر''، على حد تعبير الصحيفة. وأكدت صحيفة ''السراج'' نقلا عن مصادرها أن ''الرئيس الموريتاني رد بانفعال على مضمون كلمة لأمير قطر نصح فيها بالإصلاح وبالتشاور مع التيار الإصلاحي في موريتانيا، وخاصة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وطلب المساعدة في الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لوقف سفك الدماء السورية. وقد رد عبد العزيز على هذه الطلبات بالهجوم على قطر والتعبير عن التضامن مع بشار الأسد، قائلا إن الشعوب لا تعرف ما تريد، وأن ما يسمى ثورات هو مجرد مؤامرات.