اتحاد أولياء التلاميذ يطالب بلجنة تحقيق حول المتسببين في ''الفتنة'' واصل تلاميذ الأقسام النهائية ببعض الثانويات بالعاصمة، أمس، احتجاجهم بالاعتصام أمام ملحقة وزارة التربية بالرويسو، للمطالبة بوضع حد للطريقة التي ينتهجها الأساتذة في إلقاء الدروس، منذ الإعلان عن تاريخ توقيف الدراسة، باتباع طريقة ''الإملاء'' التي أثرت على الفهم. اختار التلاميذ المترشحون لبكالوريا جوان 2012 بثانويات ''البيروني''، ''شريف صباحي''، ''بهية حيدور''، بكل من الحراش وبن عكنون وعين النعجة، وتلاميذ آخرون من ثانويات بشرق العاصمة، ملحقة وزارة التربية بالرويسو، حيث رفضوا العودة إلى الدراسة قبل أن تجد الوزارة التي استنجدوا بها حلا لما يحدث داخل الثانويات، خاصة فيما يتعلق بطريقة التدريس من قبل الأساتذة، خاصة بعد القرار الأخير الخاص بتوقيف الدراسة بعد 10 ماي المقبل. وقد سارعت قوات الأمن إلى تطويق المكان، واستطاعت حصره أمام موقف الحافلات المقابل لملحقة الوزارة. ورغم نجاحها في منع زحفهم نحو الطريق أو بوابة الملحقة، إلا أنها فشلت في إسكاتهم، حيث ظل المحتجون لساعات طويلة يرددون عبارات التنديد والغضب، ويحملون لافتات كتبت عليها ''طلبة مسالمون، للبرنامج رافضون، وبالعتبة مطالبون''. وبالعودة إلى المطالب المرفوعة، تحدث التلاميذ عن الأسباب التي دفعتهم إلى اختيار الشارع للتعبير عن احتجاجهم. وفي هذا السياق، قال أحدهم: ''كلما حاولنا رفع شكوانا لمسؤولي الثانوية، نقابل بتصريحات أنه لا يحق لنا ذلك''، ليذكر آخر: ''نحن لم نخرج إلى الشارع إلا بعدما وجدنا أنفسنا ضحية تراكم الدروس التي لم نعد نفهمها''، ليتدخل زملاؤه كاشفين بأن الأساتذة بمجرد إعلان الوزارة عن تاريخ انتهاء الدروس لجأوا إلى طريقة ''الإملاء'' اليومي للمقررات، واتباع طريقة نسخ الدروس وتوزيعها عليهم حتى يتسنى لهم الانتهاء من المقرر في أقرب وقت، متجاهلين عدم فهمم لها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمواد العلمية كالفيزياء والرياضيات التي تحتاج إلى تمارين تطبيقية. وذكرت إحدى التلميذات: ''عندما نشتكي من عدم فهمنا، يرد علينا الأساتذة بأنه علينا فهمها في حصص الدروس الخصوصية''، لأنهم يعرفون أن معظمهم لجأ لهذه الطريقة التي أصبحت الآن الحل لاستيعاب الكم الهائل من الدروس، في الوقت الذي ذكر آخرون أنهم مجبرون على الدراسة عشية الثلاثاء ويوم السبت، ليس لحل أكبر عدد من المسائل، وإنما من أجل مباشرة دروس جديدة، مع العلم، حسبهم، أنهم لم يتداركوا بعد الدروس الضائعة بسبب إضراب أكتوبر الماضي. كما أعرب التلاميذ عن رفضهم الدراسة خلال العطلة الربيعية، إلا إذا تعهد الأساتذة بأنها ستخصص لحل المسائل والتمارين، وحفظ بعض الدروس في المواد التي تتطلب ذلك كالتاريخ والجغرافيا. من جهته، ندد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ بخروج التلاميذ إلى الشارع، وطالب وزارة التربية بإيفاد لجنة وزارية بمشاركة الاتحاد، إلى الثانويات التي شهدت احتجاجات للوقوف عند من اتهمهم بإثارة ''الفتنة''، وللوقوف على حقيقة ما تحدث عنه التلاميذ بخصوص الأساتذة الذين يلجأون إلى الحشو للتقدم في الدروس، ودعا الوصاية إلى إعادة النظر في طريقتها في التعامل مع ممثلي الاتحاد لأنهم حاليا يواجهون تضييقا من قبل مديري المؤسسات في ذلك، رغم أنهم استطاعوا إعادة الهدوء لثانوية بوهران مثلا وبالحراش بالعاصمة وبولايتي بجاية وتيزي وزو.