لم تتعب لا الحناجر ولا الأجساد الضعيفة المنهكة بالسهر لتلاميذ النهائي في مختلف ثانويات الجزائر العاصمة، من المطالبة بتحديد العتبة وإقالة وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد من منصبه، ومواصلة الاعتصام والاحتجاج أمام ملحقة وزارة التربية برويسو. وتحدى التلاميذ قوات الأمن التي طوّقت المكان ومشوا على قارعة الطريق إصرارا منهم على حقهم في تلقي دروس بلا إملاء وحشو. كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا عندما بدأت ''حشود'' التلاميذ تتوافد على مقر ملحقة الوزارة، وتزايد عددها بالتحاق عدد من تلاميذ الأقسام النهائية بثانويات ''البيروني'' و''بهية حيدور'' و''شريف صباحي'' و''رابح بيطاط'' وغيرها. ورفع هؤلاء شعارات كتب عليها ''نريد تحديد العتبة فورا'' و''لا نريد حصص الإملاء''. وقال تلميذ من ثانوية ''بهية حيدور'' بعين النعجة ''نحن لا نفهم شيئا فالأساتذة يملون علينا فقط''، وأضاف في تصريح ل''الخبر'': ''إنه الحشو الذي لم نعد نتحمّله، ونحن نعاني ضغطا رهيبا لا يمكننا تحمّله''. أما تلميذة من نفس الثانوية فتقول ''نحن نقول لبن بوزيد بأن تحديد العتبة هو من حقنا، ولا نريد أن نكون فئران تجارب لإصلاحات لم تعد علينا بالفائدة''. أما تلميذ من ثانوية ''رابح بيطاط'' بحي الموز، فأشار إلى أن ''الإسراع في تقديم الدروس لا معنى له خصوصا وأننا لا نفهم ما يقدم لنا''. وأضاف ''ما الفائدة من الإسراع في تقديم لنا الدروس، هل يعقل أن تقدم دروس الفيزياء والرياضيات في شكل حصة إملاء''؟ وينتقد عدد كبير من المحتجين، الذين كانوا يرفعون الراية الوطنية ومآزرهم البيضاء عاليا، الطريقة البيداغوجية المعتمدة من طرف الأساتذة، قائلين ''لا نريد المساومة من أجل الدروس الخصوصية التي أصبحت مقابلا مفضوحا''. ويضيف هؤلاء: الأساتذة يقولون لنا صراحة.. لو أردتم أن تفهموا عليكم بالدروس الخصوصية''. ويعتبر المحتجون الذين التحق بهم تلاميذ وهران وقسنطينة، بأن توقيف الدراسة بتاريخ 10 ماي، وتاريخ البكالوريا يوم 3 جوان، أمر غير معقول ''ليس لدينا الوقت الكافي لمراجعة الدروس والراحة بعد سنة شاقة''. وهتف المحتجون من مترشحي البكالوريا ''إرحل يا بن بوزيد'' و''نريد تحديد العتبة'' و''إخوة إخوة... في وجه الوزارة''. وطوّقت قوات الأمن التي كانت مدعومة بشاحنات الطرق الفرعية والرئيسية في بلدية العناصر، وهذا بسبب محاولة التلاميذ السير على قارعة الطريق متحدين منعهم من السير نحو مقر الوزارة بأعالي العاصمة في المرادية، وتم اختيار ممثلين عن كل ثانوية لعقد جلسة حوار، ألح فيها المحتجون على ضرورة أن يكون تحديد العتبة قبل يوم الأحد، لأن مصيرهم مهدد. ويصر المحتجون على مواصلة الإضراب وشل مقاعد الدراسة إلى غاية صدور القرار، ولو كلفهم ذلك سنة بيضاء.