عجزت، أمس، قوات مكافحة الشغب عن احتواء غضب الآلاف من تلاميذ النهائي بثانويات العاصمة، ولم تستطع منعهم من تنظيم مسيرتهم التي انطلقت من المحمدية باتجاه وزارة التربية برويسو، وقد وصل المئات من التلاميذ إلى الوزارة، وسط مضايقات قوات الأمن، التي استعملت معهم القوة، فيما أكدت الوصاية أنها لن تحدد العتبة، ولن تؤخر تاريخ البكالوريا· على عكس ما كان متوقعا، نجح تلاميذ الأقسام النهائية، في الوصول إلى وزارة التربية، حيث خرج الآلاف من تلاميذ الأقسام النهائية مثلما كان مقررا، أمس، إلى الشارع ونظموا مسيرة من المحمدية إلى مقر الوصاية برويسو، وقد بدأ التلاميذ حركتهم الاحتجاجية في حدود الساعة التاسعة صباحا، حيث تجمع المحتجون الذين جاءوا من مختلف ثانويات شرق العاصمة والتي وصلت إلى 11 ثانوية، كباب الزوار، المحمدية والحراش وثانويات كل من أوريدة مداد، أحمد توفيق المدني، عبان رمضان، الجرف، محمد هجرس وغيرها، وقد انطلقت المسيرة بالقرب من وكالة بيجو على مستوى الطريق الرئيسي الرابط بين المحمدية و''لاقلاسيار''، إلا أن قوات الأمن حاصرتهم ومنعتهم من تنظيم مسيرتهم، وهو ما دفع المحتجين التوجه إلى الواجهة البحرية في الطريق السريع الرابط بين الدارالبيضاء والعاصمة· وقد وجدت قوات الأمن صعوبة في تفريقهم بعد رفضهم مغادرة المكان والتمسك بتنظيم المسيرة، واستعملت قوات مكافحة الشغب العنف مع التلاميذ المحتجين، مما تسبب في إصابة ثلاثة تلاميذ بجروح بعد ضربهم بالهراوات، ومن بين التلاميذ المصابين تلميذ أصيب على مستوى رجله يبلغ من العمر 17 سنة، وقد تسببت احتجاجات التلاميذ في شل حركة المرور على مستوى الطريق السريع وكذا الطريق الرئيسي بالمحمدية، وبعدها سار المحتجون في حدود الساعة الحادية عشر صباحا في مسيرة نحو وزارة التربية برويسو، أين مكثوا هناك لمدة تزيد عن الساعة، ليتم مطالبتهم بتعيين ممثلين عنهم دخلوا للتفاوض مع ممثلي الوزارة الوصية· يذكر أن تلاميذ ولايات مختلفة عبر العاصمة، لبوا نداء الإضراب، وحاولوا الوصول إلى مقر الوصاية، إلا أن قوات الأمن حالت دون ذلك، ومن بين تلك الثانويات نجد تلاميذ القبة، باش جراح، واد اوشايح... ''الشعب يريد العتبة'' أهم شعارات التلاميذ وقد ردد التلاميذ المتظاهرون شعارات عدة أغلبها تصب في تخفيف الدروس والعتبة، والتي من بينها ''الشعب يريد تحديد العتبة''، ''وين راهو بن بوزيد''، و''يا الدولة يا الدولة واش ديروا بينا اعطونا العتبة نفرحوا والدينا''، إضافة إلى شعارات أخرى صدرت عن عدد هائل من تلاميذ الناحية الشرقية للعاصمة الذين وجهوا نداء، أول أمس، لمختلف زملائهم لمعاودة شل مؤسساتهم التربوية لليوم الثاني على التوالي، للتأكيد على رفضهم لجميع القرارات الصادرة عن المسؤول الأول لقطاع التربية الخاصة بوقف المقرر الدراسي يوم 10 ماي وإجراء امتحان تجريبي قبل هذا التاريخ، ورفضهم أيضا للمدة المخصصة لمراجعة دروسهم قبل الامتحان المصيري الذي سيكون يوم 3 جوان المقبل· واعتبر المحتجون مهلة 23 يوما غير كافية لمراجعة المقرر، في ظل حشو الدروس من طرف العديد من الأساتذة لإتمام البرنامج· وزارة التربية تحاول احتواء غضب التلاميذ بعد وصول المئات من التلاميذ إلى مقر وزارة التربية الوطنية، ارتأت الوصاية التفاوض مع ممثلين عن كل ثانوية، لساعات طويلة، إلا أن إجابات الوصاية لم تكن مقنعة بالنسبة للتلاميذ، حيث أكد لهم ممثلو الوزارة أنهم لن يحددوا لهم العتبة، وسيمتحنون في الدروس التي تلقوها فقط، غير أن الإجابة لم تقنع هؤلاء· وأضافت الوزارة أن الدروس التي سيتوقف عنها الأساتذة في 10 ماي ستكون مرجعا لأسئلة الامتحان المصيري، كما قررت وزارة التربية في إجراء لتهدئة المحتجين يتمثل في إصدار تعليمات لمختلف الثانويات تطالب فيها الأساتذة بعدم التسرع في تلقين الدروس وعدم حشو المقرر، ورفضت مطلب تأجيل امتحان البكالوريا إلى غاية 11 جوان، كما اعتمدت السنة الماضية، وهو ما أثار غضب هذه الشريحة من التلاميذ وهددوا بتصعيد احتجاجاتهم. تطويق أمني مكثف خوفا من تسييس مطالب التلاميذ واستغلالها من جانب آخر، نظم التلاميذ المسيرة أمام تطويق أمني مكثف، وقد عبرت عدة جهات عن تخوفها من تسييس مطالب التلاميذ، والتي قد تُستغل -حسبهم- من أطراف تريد زعزعة استقرار الجزائر واستخدام الطلبة كأوراق رابحة لزرع الفتن واللااستقرار لتمرير رسائلهم وخدمة مصالحهم، لكن هذا الأمر رفضه العديد من التلاميذ الذين أكدوا أن مسيرتهم سلمية، هدفها فقط إيصال صوتهم إلى المسؤول الأول عن القطاع أبوبكر بن بوزيد من أجل تلبية مطلبهم. المارة يتضامنون مع مسيرة التلاميذ وعلى طول الطريق السريع الرابط بين المحمدية ورويسو، تجاوب المارة مع مسيرة التلاميذ، بعد أن عرفوا سبب تنظيم هذه المسيرة، وأكدوا حق التلاميذ في ذلك، خاصة في ظل البرامج المكثفة التي حددتها وزارة التربية، وحمّل العديد من المارة مسؤولية الفوضى واللااستقرار الذي يشهده قطاع التربية، للوزير بن بوزيد، الذي تلاعب حسبهم بمستوى التلاميذ، والذي لا يهمه سوى العدد الكبير من الناجحين. الفايسبوك نقطة انطلاق احتجاج التلاميذ أكد العديد من التلاميذ أنه تم التنسيق بين جميع تلاميذ ثانويات المقاطعة الشرقية وبعدها جميع مقاطعات العاصمة، ثم عن طريق الفايسبوك، حيث تم من خلاله دعوة جميع التلاميذ الانضمام إلى مسيرة أمس، ومقاطعة الدراسة، نظرا لقرارات وزارة التربية، وبالفعل تم التنسيق والاتفاق على موعد أمس من أجل تنظيم المسيرة.