قبل مائة سنة بالتمام والكمال، قضى شقيق جدتها نحبه غرقا في سفينة ''تيتانيك'' الشهيرة في عرض المحيط الأطلسي، وها هي اليوم تنجو من الموت في حادث مماثل، ضحيته هذه المرة سفينة ''كوستا كونكورديا'' الايطالية، التي جنحت يوم الجمعة الماضي، بينما كانت تقوم بنزهة بحرية، وعلى متنها أكثر من 3 آلاف راكب جاءوا من كل أنحاء الدنيا. ناجية ليست كبقية الناجين، فلانتينا كابوانو، 30 سنة، كُتب لها عمر جديد، بعد أن نجت من غرق الكونكورديا، ناسجة قصة جديدة فريدة من نوعها، عنوانها ''شقيق جدتي مات في ليلة 14 أفريل 1912، عندما ارتطمت التيتانيك بجبل جليدي وغرقت في لمحة بصر في أعماق البحار''. ''بالنسبة إلي كان الحادث بمثابة سيناريو مكرر، انتابني شعور رهيب ''، تروي فلانتينا لجريدة ''لاريبوبليكا'' الإيطالية، مشيرة إلى جدتها ماريا، التي حكت لها قصة وفاة شقيقها الأصغر جيوفاني في غرق التيتانيك قبل مائة عام. وقالت فلاتينا: ''كان الرعب هو سيد الموقف، الركاب خائفون من مصيرهم المجهول، شعرنا أننا على أبواب جهنم، وكل واحد منا يبحث عن طوق نجاة للإفلات من الموت المحيط بنا في ظلام دامس لا يمكن وصفه''. كان جيوفاني، شقيق جدة فلانتينا، في ال25 من العمر، قد هاجر إلى لندن باحثا عن فرصة للعمل هناك.. وبعد فترة بحث، تمكن من افتكاك منصب نادل على سفينة تيتانيك العملاقة، ومن سوء حظه، اختير لكي يكون ضمن طاقم الرحلة الأولى للسفينة الغارقة، من لندن إلى نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية. وتضيف فلانتينا حاكية: ''كان شقيق جدتي ينوي الاستقرار في نيويورك بعد وصوله، طمعا في حياة جديدة في عالم جديد يعد بالكثير من الفرص، لكن القدر خبأ له نهاية مأساوية، وسفرا إلى حياة أخرى لا أحد منا يتمنى الانتقال إليها بتلك الطريقة (تقصد الغرق). فمات كما مات 1500 راكب كانوا على متن السفينة التي لا تغرق! وتتابع فلانتينا: ''يوم الجمعة الماضي، وبينما كنت في غرفتي أنا وخطيبي وشقيقه وصديقته نستعد للخروج لتناول العشاء، سمعنا دوي انفجارين في السفينة''، مضيفة أنه من شدة الخوف صعد الجميع إلى سطح السفينة المنكوبة، خاصة بعد أن تم اكتشاف أن الكثير من قوارب النجاة كانت غير قابلة للاستعمال، بسبب الصدأ الذي أكلها.. ولغاية هذه اللحظة ''مازلت مصدومة، ومجرد التفكير في الحادث يصيبني بالرعب''. تعليق عمليات البحث بالموازاة مع ذلك، أعلنت السلطات الايطالية، أول أمس، تعليق عمليات البحث عن ناجين أو جثث في السفينة السياحية التي جنحت يوم الجمعة الماضي، بعد أن تسببت التيارات البحرية في تحريك السفينة قليلا قرب جزيرة ''جيجليو'' في توسكانيا. وأوضح لوكا كاري، المتحدث باسم خدمات الإطفاء، أن ''عمليات البحث التي يقوم بها الغواصون علقت في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي''. وأشار المتحدث إلى أن ''السفينة تزحزحت سنتيمترات عدة، ما مثل خطرا محتملا على فرق الغواصين الذين يجرون عمليات البحث في الأجزاء الغارقة من السفينة، ولم يعلن المتحدث عن موعد استئناف عمليات البحث.'' ويشار إلى أن جزائريين اثنين يوجدان ضمن قائمة المفقودين.