تشهد أحياء مدينة الدواودة في تيبازة منذ يومين حالة من الترقب والغليان على إثر قيام مجهولين ليلة أول أمس باختطاف شاب يعمل سائق بحافلة نقل عمومي من أمام السوق البلدي، نفذه أربعة أشخاص كانوا على متن سيارة من نوع ''سيتروان'' انتحلوا صفة ضباط من الأمن، ثم سلكوا وجهة مجهولة بسرعة فائقة وسط ذهول أصدقاء الضحية. وأفاد مواطنون في حديثهم ل''الخبر'' بأن مجهولين توجهوا ليلة أول أمس قبيل صلاة العشاء إلى الحي الجديد في جزئه القديم القصديري، وطافوا على منزل الشاب ''ب.جمال'' لوقت طويل، ثم غادروا المكان في الوقت الذي كان الضحية في منزل أحد أقاربه بحي آخر، وعقب صلاة العشاء تلقى جمال مكالمة تفيد بوجود أشخاص يبحثون عنه، فتوجه مسرعا إلى منزله فلم يجد أحدا، ثم عاد إلى وسط المدينة، وهناك التقى مع بعض أبناء الحي وجلس معهم أمام السوق المحلي، وبعد مكوثه للحظات توقفت سيارة أمامه وتقدم نحوه شخصان بالزي المدني حاولا اقتياده بالقوة فأظهر الضحية خوفا ورعبا منهما، وسرعان ما تدخل أبناء الحي وحاولوا منعهم من إدخاله السيارة بالقوة طالبين منهم الكشف عن مهامهم وهويتهم، حينئذ قام أحد الخاطفين بتقديم نفسه على أنه ضابط في الأمن وقام باستظهار بطاقة زعم أنها مهنية ثم أمرهم بعدم التدخل، ثم انطلقوا به بسرعة جنونية، فيما روى أشخاص آخرون أن أحد ركاب السيارة كان مقيدا بأغلال معدنية مرجحين أنه شخص مختطف. وقد نشبت حالة من الغليان في أوساط أبناء الحي الجديد، الذين خرجوا من منازلهم وحاولوا معرفة مصير السائق جمال. وتوجه أمس أقارب وأصدقاء الضحية إلى كافة مديريات الأمن بتيبازة والبليدة والجزائر العاصمة للبحث عن الشاب المختطف إلا أن مساعيهم باءت بالفشل، وتمت طمأنتهم بأن لا علاقة لمصالح الأمن العسكري بما حدث. من جهتنا اتصلنا بمصادر رسمية على المستوى المحلي للتأكد من هوية الخاطفين، وملابسات عملية الاختطاف، فأعلمنا بأن الخاطفين لا ينتمون لأي جهاز أمني.